- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

مبادرة ماكرون الشوط الأخير

نقطة على السطر

بسّام الطيارة

كل ما يقال عن المسألة اللبنانية في كواليس الدوائر الفرنسية صحيح وغير صحيح في آن واحد.
ما هو غير الصحيح هو أن لبنان يقع في عين اهتمام كافة هذه الدوائر. الاهتمام الفرنسي اليوم منصب على مكافحة الجائحة ووقف ارتفاع عدد الضحايا والسعي لتطعيم أكبر عدد من الفرنسيين والحد من انهيار الاقتصاد الوطني.
ما هو صحيح هو أن فرنسا، بخلاف بقية الدول لها اهتمام خاص ببلاد الأرز. وهو اهتمام تاريخي وحضاري ومبني على علاقات انسانية وليس فقط بناء على انتداب ماضٍ بل على تفاعل خصوصاً بفعل تكاثر مزدوجي الجنسية.
انطلاقا من هنا يمكن قراءة مبادرة الرئيس الفرنسي ماكرون الذي يمكن أن يقوم بزيارة ثالثة إلى بيروت في غضون شهر.
مصدر مقرب من الملف اللبناني أسر بأن المبادرة سيكون لها «ركيزة مختلفة وسيحملها فريق فرنسي للعمل مباشرة على الأرض». لم يدخل المصدر في تفاصيل هذه المهمة «القديمة الجديدة» ولكنه يفيد بأنها قد شكلت بعد دراسة مفصلة للعقبات التي «تعترض الاصلاحات». وهو تعبير بطريقة ديبلوماسية إلى أن الهدف ليس فقط حلحلة مسألة تشكيل حكومة اختصاصيين لتسهيل مهمة الرئيس المكلف سعد الحريري.
ويمكن تبيان هذا من هيكلية الوفد الذي سيحضر خلال أيام قليلة والذي سيكون مؤلف من عدد من «خبراء الصف الثاني» أي أنهم بعيدون عن الأضواء وينتمون إلى عدة إدارات فرنسية.
وحسب ما لوح به المصدر سيعمل الفريق على «أربع محاور يديرها أربع خبراء»:
– المحور الأول سيعمل مع المصرف المركزي تمهيدا لـ«تبديد الضباب الذي يلف هذه المؤسسة ولتبيان الخيط الأبيض من الأسود» ويعاونه خبراء قد يكون بينهم «أوروبيون».
– المحور الثاني هو ديبلوماسي بدرجة أولى سيتواصل مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب وبالطبع الرئيس المكلف في محاولة لتدوير الزوايا.
– المحور الثالث سيكون لـ«بناء ثقة مع القوى السياسية كافة» وهو تعبير ديبلوماسي أيضاً للحديث عن تواصل مع الأحزاب ومن ضمنها حزب الله وذلك تمهيدا لقبول هذه القوى بحكومة غير سياسية وصولاً لفتح أبواب المساعدات المالية الإنسانية العالقة اليوم بسبب النزاعات السياسية المحلية.
– المحور الرابع والذي سيقوده ديبلوماسي رفيع سيصل إلى بيروت بعد أن يمر بعواصم عربية (لوح المصدر إلى مصر والرياض) ونفى نفياً قاطعاً إمكانية زيارة طهران. ولكن هذا النفي «الديبلوماسي» يمكن تبريره بمحاولة المحافظة على ظواهر فك ارتباط الملف اللبناني بالملف النووي الإيراني.
قد يشكل الحراك الفرنسي أخر محاولة قبل تدحرج الأمور إلى ما لا يحمد عقباه.
حديث المصدر سبق عملية اغتيال الناشط السياسي والمثقف لقمان سليم، هل «يفرمل» هذا الاغتيال السياسي المبادرة الفرنسية أم يسلط الضوء على ضرورة إظهار ليونة في المواقف حتى لا تنفلت الأمور من عقالاتها؟
سؤال ستجيب عليه الأيام العشرة القادمة.