- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

وداعاً فيسبوك ؟

نقطة على السطر

بسّام الطيارة

يقال أن تأتي متأخراً أفضل من أن لا تأت البتة . اليوم في عصر التواصل والمواقع الاجتماعية التي باتت حاجة للأفراد توازي حاجتهم للاوكسيجين ! يمكن قلب هذه المقولة لتكون لا تتأخر بالتغيير فهو أفضل من أن تقبع في موقعك لبلجاماعي دون أصدقاء… جدد.

يتعجب البعض من أن عدد أصدقاءه على فيسبوك لا يتجاوز أصابع أربع أيادي ونصف في بعض الأحيان ! ويرى البعض الآخر أن عدد ال«لايك» يتجاوز المئتين دون أن ينعكس ذلك ردات فعل لتصبح مؤشراً إلى مزيد من عدد أصدقاءه !

كما سبق وذكرت مرات عديدة على هذه الصفحات (انقر هنا وكذلك هنا)، أحد أهم أسباب الضعف في مواقع التواصل الاجتماعي هي… عدم المشاركة !! حتى اليوم يصعب فهم مئات اللايكات التي يكتفي صاحبها بكبسة زر دون أن يشارك مع أصدقائه حتى تتوسع «شبكة التواصل الاجتماعي» وهو هدف المواقع عند انطلاقتها.

يجب الاعتراف أنه في العديد من الأحوال فإن اللايك يعني «مرحباً» فقط … وفي العديد من الحالات لا يعني بأي حال… قراءة المكتوب في الصفحة فقط قد يجذب العنوان أو … عدد اللايكات فيعتبر واضع اللايك نفسه مشاركاً في «موضوع مهم» حتى ولو انه لم يقرأه… من هنا نفهم سبب وجود ٣٠٠ لايك في حين أن التعليقات لا تتجاوز العشرين وفي أحسن الأحوال لـ ٣٠ (وهنا لا نتكلم عن تعليقات بسيطة مثل «جيد» أو «جميل»…).

من هنا بات فيسبوك موقع تواصل اجتماعي ضيق جدا… ولكن هذا التحول ليس محصوراً فقط بالعالم العربي.

فيسوبوك يدفع ثمن عاملين : الأول هو رغبته بالتحول إلى منصة تجارية بتشجيع الصفحات التجارية، أما الثاني فهو مرتبط بالمعادلات والبرامج «الخوارزمية» (algorithmique) التي مهما حملت من ذكاء اصطناعي (AI) فهي عاجزة عن التميز بين صالح والطالح. ففي بعض الأحيان يعمل «المقص الرقمي ويُفَعِل رقابة رقمية» رهيبة، وفي بعض الأحيان يمر مرور الكرام على ما يخالف قوانين بعض الدول رغم أناشيدها حول حرية التعبير».

وفي السنوات الأخيرة بدأت تطبيقات جديدة تأكل من مواقع فيسبوك مثل «تيك توك» (TikTok) و«انستاغرام» (Instagram)… وهنا وجب النظر إلى فروق الأعمار في التعامل استعمال التطبيقات.

تيك توك بات التطبيق رقم ٣ بعد «واتساب» (Whatsapp) و«ميسنجر» (Messenger) ، ويليه فيسبوك ومن ثم انستاغرام. لا يهم أن محتلي الرقم ١ و٢ هي مواقع مرتبطة بفيسبوك المهم أن واتساب وميسنجر هي تطبيقات تواصل محدودة بين الاصدقاء : أي أنك تعرف بمن تتصل ولماذا تتصل ومن يكون معك في المجموعة وبالطبع لا تتجاوز أفكارك وما تريد نشره هذه الحلقة الضيقة.

ولكن ذلك يختلف مع تيك توك الذي يسعى لنشر ما تريد أن «تراه وتتفاعل معه أطراف أخرى» أي أن هذا التطبيق الصيني الأصل منافس مباشر لفيسبوك وتويتر (Twitter).

المقارنة أيضاً هو في عدد «تحميل» المواد على التطبيقين تيك توك ٥٨٧ مليون وفي نفس الفترة الزمنية تم تحميل ٣٧٦ مليون على فيسبوك. الفارق شاسع، الفارق ولكن هذا لا يعني من يريد أن «يُعَبر على صفحته»…

فيسبوك تسمح مجالا أكبر لاختلاف الهيكلية بين صفحات تسمح بكتابة نصوص كبيرة (وإن كانت غير مقروءة بشكل كثيف) بينما تيك توك يعتمد على نصوص قصيرة جداً وفي العديد من الأحيان على شريط فيديو قصير أو رابط يوتيوب.

منافسة تيك توك (٨٠٠ مليون مستعمل شهريا) المباشرة تأتي من انستاغرام (١٨٠٠ مليون مستعمل شهريا وأربع مرات أكثر من فيسبوك). وانستاغرام أيضاً تعتمد قوتها على النصوص القصيرة والفيديو .

قاعدة كلا التطبيقين هي قاعدة شابة – ما بين ٢٤ و٣٥ سنة من الأعمار- وأنستاغرام باتت القاعدة الأولى لتعريف المشتركين بها بالسلع الجديدة وتوجهات الاستهلاك الحديثة (٨٠ ٪ من المتابعين يعلنون أنهم يكتشفون سلع جديدة عبر انستاغرام !).

بالنسبة للرسائل النصية والمخاطبات لا بأس يوجد واتساب وماسنجر وغيرها مثل «سيغنال» (Signal) و«ويشات» (WeChat) و«لاين» (Line) إلخ … ولكن ما العمل بالنسبة لمن يريد أن «يعبر» وأن «يوسع حلقة معارفه» ؟ فيسبوك يحد من حريته ذلك بتحديد عدد المتابعين وكذلك توتر؟

الحل يكون بالعودة إلى «كلاسيكية» إنترنت … الصفحات الخاصة (www.اسمك.com على سبيل المثال اليوم باتت التكلفة بسيطة جدا) أو البلوغ  (wordpress) في إطار مواقع إعلامية تقدم هذه الخدمة على سبيل المثل!

نعم انشر على صفحتك الخاصة  ومن ثم انشر الرابط على فيسبوك أو أي من هذه التطبيقات فهي لا تستطيع تفعيل رقابتها (انتبه إلى عنوان صفحتك) ويمكنك وضع الرابط على كل المواقع التي تحد مساحة المنشورات.