- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

لم يكن لبنان قبل انفجار المرفأ بأفضل أحواله… تحقيقات المرفأ ملهاة

بسّام الطيارة
مواقع التواصل الاجتماعي، التي باتت في لبنان (وعند العرب بشكل عام مواقع التباعد الاجتماعي والتمايز السياسي والعنف اللفظي) هذه المواقع هي مرآة المجتمع اللبناني ككينونة تجمع سكاني تحت علم وفي إطار جمهورية ما بقي منها إلا الأسم.
ولكن أي جولة سريعة على ضفتي هذه المواقع تقرأ هنا وهناك ما يفيد أن «الأنظار الرقمية» (أي الاهتمام مركز على موضوع معين) تركت لقمة العيش التي تبتعد عن أفواه ٦٠ في المئة من اللبنانيين لتهتم بقشور سياسية ألوانها من ألوان انتماءات المدونين … والمتصفحين.
يلفت الانتباه تقاطع موضوع «انفجار المرفأ» لدى شتى ضفاف السياسة اللبنانية، وكأنه لا خلاف بين الأفرقاء، وإن وجد خلاف فهو ثانوي المهم «قضية انفجار المرفأ».
بالطبع يجب تقدير لوعة وألم ذوي شهداء وضحايا وجرحى انفجار مرفأ بيروت.
بالطبع يمكن تفهم تحرّك أهالي الموقوفين في قضية انفجار مرفأ بيروت.
وبالطبع أيضاً يمكن التأرجح بين مؤيد ومعارض لمسار قاضي التحقيق طارق بيطار
وبالطبع من حق من يقيم دعاوى رد «لارتياب مشروع» كما من حق المواطنين التجمع لدعم القاضي.
وكلا ضفاف الانقسام السياسي في لبنان يركز على هذا الحادث الشنيع الذي لا شك في أنه رهيب للعاصمة بيروت ولأهلها ولكل اللبنانيين…
نقرأ: «لا قيام للدولة من دون معاقبة وفضح المسؤولين عن جريمة انفجار المرفأ».
نقرأ دعم لـ« طلبات الاستدعاء من قبل البيطار» لفلان وعلتان التي تبدو في حال تنفيذها وكأنها «ستشيل الزير من البير»!!
عندما نقرأ هذا يبدو لنا وكأن لبنان قبل الانفجار الشنيع كان بأفضل أحواله!
وكأن لم يكن هناك تراجع لقيمة الليرة !
وكأنه لم تكن الأموال محجوزة في المصارف !
وكأن شعار «كلن يعني كلن» لم يكن موجوداً !
وكأن نزول مليون مواطن لبناني إلى الشوارع للمطالبة بتغيير النظام كان نزهة يوم أحد!
وكأن جبران باسيل نبيه بري والحريري وعون وجنبلاط وأركان حزب الله والقمصان السود ومرابطي حواجز نفق نهر الكلب كانوا في المريخ!
مأساة المرفأ (على فداحتها) يستعملها النظام وأركان النظام كملهاة للشعب اللبناني مسرح «كوميديا دل أرتي» فقط يتغير السيناريو يوميا لإلهاء الشعب وللدفع بشعارات مثل هذا الشعار «لا خلاص من دون الكشف عن مسؤولين التفجير»!!
هذه الجريمة وملف التحقيقات فيها مثل سيما وخزعبلات السحرة في المسرح والسيرك يرفع المهرج يده اليسرى ويحركها لجذب الأنظار بينما يده اليمنى تخرج الأرنب من القبعة …
خلاص لبنان يكون بنظام جديد مبني على اللاطائفية على مبدأ التخلص من الزبائنية على شرط الابتعاد عن الزعيم…
تحقيقات الكشف عن المسؤولين في مرفأ بيروت لن تقدم ولن تؤخر…
يجب التمسك بالانتخابات.
يجب الابتعاد عن «الحك على الوتر الطائفي أو المذهبي».
يجب التلويح بثورة عارمة في حال خطر على بال أي من هؤلاء الممسكين برقاب لبنان تأجيل الانتخابات أو التلاعب بها.
قبل انفجار المرفأ وجدت السرقات ونُهِب اللبنانيين…
تغيير النظام يسمح بمصادرة الأموال المكتسبة بواسطة التحايل على سندات الخزينة : كبسة زر واحد تسمح بالعودة إلى الوراء وكشف أسماء المستفيدين … الكبار… إذ أن عدداً كبيراً من اللبنانيين «استفاد» بشذرات من هذه الأموال بخلاف الحيتان التي غرفت الكثير الكثير.