- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

لبنان:كل العوامل المؤهبة للثورة متواجدة

بسّام الطيارة

لبنان على أبواب انتخابات، يعلق البعض عليها آمال ويعتبرها آخرون تمرين لا لزوم له سيعيد نفس الطواقم إلى البرلمان وإن تغيرت النسب، وبالتالي سيأتي بازار «البيع والشراء» برئيس لن «يشيل الزير من البير» كما يقول أهل لبنان. وستتبدد آمال اللبنانيين كما تبددت أموالهم وستضيع فرصة بناء دولة كما ضاع مستقبل جيل كامل… حتى الآن.
منذ ١٧ تشرين الأول/أوكتوبر ٢٠١٩ وكلمة ثورة تطفو على سطح مواقع التواصل الاجتماعية وتتناقلها ألسن المشاركين في التظاهرات أو المتسكعين في المقاهي أو حاملي الأقلام ومحاصرو المصارف طلباً لبعض من الدولارات.
ولكن متابعة دقيقة وتحليل معمق لاستعمال هذه المفردة الديناميكية نرى أنها ما زالت تخيف البعض بينما البعض الآخر يستخف بها أو هي بالنسبة لناطقها مفهوم يعبر عن النزق …
ما هي الثورة؟
هي التغيير العنيف في البنية السياسية والاجتماعية للدولة (أو أي منظومة). تغيير تفرضه الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية مجتمعة. هدف الثورة يكون قلب المنظومة أو هيكل الدولة «رأساً على عقب».
عندما تخرج جموع وتتظاهر ضد السلطات الحاكمة للمطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد أو ما شابه من مطالب مثل تحسين المستوى المعيشي أياً كانت أحقيتها، فهي ليست بثورة هي حراك فقط لا غير.
الثورة تكون شاملة أم لا تكون! تنهي المنظومة الحاكمة لتبني منظومة جديدة على أسس مختلفة تماماً يقودها طاقم جديد «ثوري» أي منبثق من الثورة.

هل لبنان بحاجة لثورة؟ هل البلد وصل إلى حد يتطلب قلب الأمور رأساً على عقب؟
الجواب هو بـ«نعم» لأن: النظام نهب أموال المواطنين. لأن الاقتصاد انهار. لأن الطائفية غطت على المواطنة. لأن الزبائنية هي الرابط بين المواطن والزعماء. لأن الفساد مستشر. لأن القضاء مسير سياسياً. لأن كافة الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء باتت غائبة. لأن أفاق الأجيال باتت مغلقة.
كل هذه الأسباب توجب ثورة.
بشكل عام، عامل واحد يقف في وجه الثورة هو الخوف.

في لبنان الخوف مبني على المذهبية والطائفية (لا نشمل هنا طبقة الـ ١ في المئة التي تخاف على فقدان مميزاتها ومكتسباتها). وإلا فإن العوامل المؤهبة للثورة مجتمعة.

ما حصل في ١٧ ت١ / أوكتوبر ٢٠١٩ لم تكن ثورة كانت فقط حراك.
الثورة تقود إلى تغيير النظام السياسي… ورموزه،وحتى دون الذهاب إلى تعليق المشانق أن رفع المقاصل، توصل الثورة إلى الحكم طاقم جديد وتقود إلى تغيير جذري في المجتمع وبنيته.

قد يخاف البعض من «العنف» ويتسائل البعض هل ممكن الثورة من دون عنف؟ انكسار جدار الخوف لا يقود مباشرة نحو العنف. يصبح العنف ضروريا ولزوميا في حال مقاومة النظام القائم دفاعاً عن مكاسبه.

الثورة الناجحة هي التي يشارك بها الشعب بكافة طبقاته، وليس بالضرورة بحمل السلاح، إذ أن التعاطف مع الثورة من أبرز ميزات نجاحها. فالشعوب بطبيعتها محبة للخير وفرضت الحداثة لديها كرهاً للفساد وللاضطهاد بكلا أشكاله اقتصادياً وقضائيا وبوليسياً.

في لبنان كل العوامل المؤهبة للثورة. يكفي التنفس عميقاً والتبصر.

وجب عدم الوقوع في ألاعيب «السيما» التي تجيدها الطبقة الحاكمة تحرك بيد يسرى قضايا براقة (انتخابات، تحقيقات، تراشق قضائي، اتهامات، مبارزات بين معارضة وموالاة، بين ممانعة ومواءمة، تحالفات شرقاً غرباً، مقاومة ولا مقاومة ،إلخ…) بينما في اليد اليمنى سلامات وتوافق بين الطبقة الحاكمة لتقاسم الأدوار للإمساك بتلابيب الوطن.