- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الحريري خرج من لازمة «كلن يعني كلن»

بسّام خالد الطيارة

تعليق سعد الحريري لعمله في الحياة السياسية كما أعلن من بيت الوسط هو محاولة الخروج من لازمة «كلن يعني كلن».
التعليقات أتت من شتى الجهات والتيارات أي من «كلن».
بالطبع لم ينزل أهل «السنة» إلى الشوارع والساحات لأسباب عديدة وبديهية فسعد الحريري ليس جمال عبد الناصر وليس رفيق الحريري وإن هو حمل إرث والده السياسي ١٧ سنة.
وبالطبع تأسف عدد من حلفاءه خصوصاً رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس مجلس النواب نبيه بري نبيه بري وإن هو مهّد لقراره بلقاءين معهما. إلا أنهما لم ينتبها أو تجاهلا إشارة في إعلان خروجه من لازمة «كلن يعني كلن» حين قال إن «عدداً من اللبنانيين (…) باتوا يعتبرونني أحد أركان السلطة التي تسببت بالكارثة والمانعة لأي تمثيل سياسي جديد». فهو في عدم تسمية أي من الفرقاء دمج الحلفاء بالخصوم فهو تجاهل وئيس الجمهورية وتيار جبران باسيل ولم يقارب حزب الله إلا عبر ذكره لـ«النفوذ الايراني» وبالتالي عدم تسمية فريق أشار إلى «كلن».
عملية الهروب والتنصل من «كلن يعني كلن» جاءت تبريرية حين أشار إلى أن التسويات وهي كما ذكرها تعداداً «احتواء تداعيات 7 أيّار، واتفاق الدوحة، وزيارة دمشق، وحتى القبول بانتخاب ميشال عون وصولاً إلى قانون الانتخابات» تسبّبت بـ«خسارته لثروته الشخصية». وهذه التسويات التي قبل بها، وبسببها حسب قوله، ربما خسر « صداقات خارجية» في إشارة واضحة إلى المملكة الوهابية. وهذه التسويات بحسبه كانت «لمنع الحرب الأهلية» وهو قصد مواربة أن جمهوره لم يفهمها وهذا سبب أيضاً خسارة «الكثير من تحالفاته الوطنية وبعض الرفاق وحتى الأخوة».
أما اليوم وقد كثر الحديث عن «التوازن الميثاقي» في إشارة إلى إمكانية غياب القوى السنية عن حفل الانتخابات المقبلة (وهذا الغياب مستبعد جداً)، فهو حديث موجه للقوى الدولية – فرنسا وواشنطن بشكل خاص- للإيحاء بأن الانتخابات في غياب مكون أساسي في الجسم الانتخابي قد يتوجب تأجيلها.
وهي محاولة لكسر ديناميكية التوجه نحو الانتخابات وهو ما لن تقبل به القوى الدولية.
إذ رداً على سؤال لـ«برس نت» قالت الناطقة الرسمية لوزارة والخارجية الفرنسية «إن قرار الحريري هو قرار شخصي ولا يجب بأي حال أن يترك أثراً على ضرورة إجراء الانتخابات في ١٥ أيار/مايو المقبل».
وهو موقف يتناقض مع ما يمكن أن تكون يدور في بال دول الخليج التي لا يمكنها القبول بانتخابات توصل إلى المجلس «حلفاء حزب الله السُنة».
من هنا ينطلق سؤال قد يكون في طيات تصريح الحريري القوي فهو لم يسعى لحل تيار المستقبل وماكينته الانتخابية. ما قد يعكس قرار بإمكانية نزول التيار للمعركة «من دون مظلة حريرية» وهو ما يمكن أن يرضي السعوديين الغاضبين على الحريري ويمكنهم من العودة للعب دور «حامي السُنة».
كل هذا ممكن في حال تم تجاوز ورقة النقاط الـ١٢ التي حملها وزير خارجية الكويت والتي في طياتها مطبات قد تقود لحرب أهلية ويكون سعد الحريري قد نجح بالهروب منها بالوقت المناسب بعد أن بات غير قادر على أي تسوية.