- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

٥ أيام كانت كافية لإنزال السماء على رأس روسيا وبوتين…

بسّام الطيارة

بالطبع أنا معارض لبوتين ولغزو أوكرانيا من حيث المبدأ.

انا اكره كل مُقيد للحريات لا اقبل اي ديكتاتورية بغض النظر عمن يَحملها ويُحَملها من عقائد قومية عربية او تحرر أممي وما شابه … أنا ضد كل هذه الأحزاب التي إما تربط إيديولوجيتها بدين معين أو مذهب معين..،. أنا ضد كل حزب أر جمعية أو تجمع متسلط على الحياة اليومية للفرد …

انا ضد مبدا غزو  دولة لدولة اخرى وبالتالي تشغلني الحرب في أوكرانيا.
تشغلني وأتابعها وأتابع التعليقات على تطوراتها وردات فعل الرأي العام العالمي والعربي بشكل خاص.

ولكن ولكن …… أتابع وأتعجب

لو وضع كارهو  بوتين العرب (وخصوصا أهل لبنان) ١٪ (واحد في المئة) من مجهودهم على مواقع التواصل الاجتماعية منذ خمسة ايام قضوها في سب وشتم بوتين و«النصرة للقانون الدولي» الذي داسه واغتصبه ديكتاتور مو سكو… لو وضعوا نذراً من هذا المجهود لنصرة الحق في فلسطين (كلاما فقط) لكان وضع فلسطين على مواقع التواصل قد تحسنت ونظرة العالم العربي للقضية الفلسطينية قد تغيرت «قيد أنملة« وهو كثير في ظل الاهمال الفكري الذي تلاقيه القضية الفلسطينية.

لا اتحدث عن تسلط وعربدة اميركا (كوبا، بنما، سلفادور، العراق، ليبيا إلخ…حيث لا قانون دولي ولا وحق ) فقط اذكر اسرائيل وفلسطين.

البعض يعتقد ان الاصطفاف وراء ديموقراطية الغرب (المزيفة لأنها مبنية على نمط استهلاك إعلامي يمنع الشعوب الغربية من … التفكير الصحيح) يعتقد هذا البعض المثقف أن تأييد «ما يشاع عن القانون الدولي وحق الشعوب اليوم» يجعلها في ركاب التقدمية أو أنها أسس «الثقافية» (intellectualisme) المطلوبة للبروز وإشباع الذات فكرياً والتلذذ بالمشاركة بالاستنكار الدولي.

ولكن أنا أفهم دوافعهم:

الأسد ديكتاتور وقد دعمه الديكتاتور بوتين: تكرهون الأسد … إذن تكرهون بوتين تضعون القضية الفلسطينية بين هلالين… وهذا تماما ما فعله ديكتاتوريو العرب فكان لسان حالهم القضية الفلسطينية بين هلالين بانتظار النمو أو العكس… أو يقولون الحرية والتحرر بين هلالين بانتظار حل القضية الفلسطينية.

لا أطلب من هؤلاء دعم بوتين ولا الانتقال إلى ضفة الأسد أطلب منهم : استنكار وحشية بوتين واستنكار ديكتاتورية الأسد … ولكن أيضاً «كلمات بسيطة» عن فلسطين وتساؤل في داخلهم وعلى صفحاتهم عن القانون الدولي في القضية الفلسطينية ؟؟

خمسة أيام كانت كافية لإنزال السماء على رأس بوتين وروسيا (حصار مالي قاس، حظر طيران، اجتماع مجلس الأمن، اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، طرد روسيا من كافة النشاطات الرياضية والثقافية حول العالم) … خمسة أيام فقط بينما احتلال فلسطين (خلافاً لقرار الأمم المتحدة بالتقسيم عام ٤٨) يدوم منذ ٧٤ سنة.