- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

غاز ونفط لبنان: «ضحك على الذقون»

بسّام الطيارة

مسألة «ضحك على الذقون» وهي السياسة القائمة في لبنان أياً كان الحاكم وأياً كان فائض القوة وأياً كان ميزان القوى داخل وخارج ما يسمى «برلمان» تذكيرا بمقولة «كلن يعني كلن».

كيف يستخفون بعقول اللبنانيين.

أزمة اقتصادية خانقة سببها تلاعب هذه القوى السياسية بأموال المواطنين: السياسيون أخرجوا أموالهم وأصحاب المصارف كانوا في طليعة مهربي ثرواتهم ويدعمهم السياسيون بحماية تلبس قميص القانونية.

ولكن إذا أجبر اللبنانيون على «تناسي» عملية القرصنة والسرقة لأموالهم بسبب «وجود النفط والغاز على مرمى حجر… لا يقبل السياسيون أن يخرج لبنان من أزمته فهم يتفاوضون على العمولات التي يمكن أنت تدرها ملايين الدولارات جراء بيع النفط والغاز وهو أمر لا ريب منه.

إنها كوميديا لا بعدها كوميديا تحصل أمام أنف اللبنانيون بكل وقاحة.

إليكم تفاصيل:
تواصل إسرائيل نشاطها النفطي بحراً، أي أنها بدأت التنقيب وبعد أيام ستبدأ استخراج النفط والغاز.
ماذا يفعل سياسيو لبنان؟ يكرّسون جهدهم « دبلوماسياً» يتوددون لواشنطن ويشحذون عودة الوسيط الأميركي في هذا الملف (عاموس هوكشتين) كما أعلن المفاوض العظيم نبيه بري (ما زلت لا أفهم أن رئيس البرلمان يفاوض بأمور تقنية وطبوغرافية في عرض البحر!!!).

وفي هذا الوقت تسعى إسرائيل إلى فرض أمر واقع حول حقل «كاريش» ولربما بعد أيام داخل خط حقوق لبنان الذي يمكن أن يكون المنقذ المنتظر للشعبه.

التفسير تقدمه الصحافة: لبنان منقسم (وكأنه خبر جديد جداً) بين طرف يتمسّك بالخط 29 انضم إليه النواب «التغييريون» وأطراف أخرى تتمسّك بالخط 23 وترفض تعديل المرسوم رقم 6433 الصادر عام 2011 (من كان رئيس وزراء في هذا الزمن الغابر؟؟).
تم تقديم اقتراح قانوناً يقضي بتعديل المادة 17 من القانون 163/2011 وتضمينه خريطة وإحداثيات المياه الإقليمية والمنطقة الاقتصادية الخالصة جنوباً لتشمل النقطة رقم 29 ولكن رئيس المجلس المنتخب للمرة الـ… رفض الأمر مبرراً: «… لإفساح المجال أمام المشاورات مع الأميركيين» هذا ما يقدمه المفاوض الأول الرئيس بري!!
سياسيو لبنان يستعملون تعابير قانونية «تأكل رأس المواطنين» مثل «جلسة انتخاب اللجان» (ما ضرورتها وقد انهار لبنان؟) وبري يبرر ذلك بـ«ضرورة إصلاح العلة في القانون» وضرورة «وقف المزايدات» ونقل النقاش -العقيم- إلى المؤسسات!!  في هذا الوقت …

في هذا الوقت تستكمل إسرائيل أعمال التنقيب في محاذاة الخط 29.

«إن بعض الظن إثم»… ولكن هل يعقل أن تكون مثل هذه التصرفات عن غفلة أم أن المفاوضات على العمولات والكوميسيون وتقاسمها بين هذا الطاقم السياسي المتربص بالوطن (كلن يعني كلن) لم تصل إلى مراميها حتى الآن؟