- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

لبنان: انفصام سياسي مرضي حول اسرائيل وإيران والخليج

بسّام خالد الطيارة

ترسيم الحدود هو الشغل الشاغل للبنانيين. يتلاعب السياسيون حول «مفردات» في وصف تفاوض تحت توصيفات متعددة تعتبر اختصاص لبناني محط. الترسيم يتم عبر تفاوض وإن شدد البعض على أنه غير مباشر لكنه تفاوض يوصل نحو طاولة موضوعة في الناقورة سيوقعها الفريقان.

يسلط ضوء الترسيم على الانقسام السياسي في لبنان بشكل غريب نتيجته أن «التوافق تام» بين الفرقاء وإن بدت الأمور مختلفة فيما يتعلق بالدولة العبرية.

مجموعة نشطة تتهم فريق بالاتكاء على تحالف إيراني اسرائيلي غير مُعلن!
ومجموعة أخرى تعير على المجموعة الأولى اعتمادها على دول الخليج المُطبِّعة مع اسرائيل!

يعرف القاصي والداني أن شعب لبنان منقسم الى شعوب تعدادها تعداد الطوائف ، ولكن بشكل عام التفاوض (مباشر أو غير مباشر) يقسم اللبنانيين إلى ثلاث ثلاث مجموعات:
١. مؤيدو حزب الله اي من لا يرى ضيرا في حلف مع ايران ويرى الامر يصب في مصلحة وطنه لبنان.
٢. معارضو حزب الله اي من يكره التحالف مع ايران ويرى في ذلك خراب وطنه
٣. المحايدون اي الذين لا يرون ما يراه الفريقان الاخران.

لنبدأ بالفريق الثالث. يراه الفريقان المتعارضان والمتخاصمين بوجوه متعددة: فهو إما جاهل او سطحي او غير مطلع او يعيرونه بانه خارج الصورة، وفي كثير من أحيان خارج البلاد لا يفهم ما يدور ، وإن فهم فهو لا يبالي لانه “مدبر حاله”.

نتوقف هنا على إحدى اهم نقاط الخلاف «الخبيثة» أي المسالة الفلسطينية واسرائيل. نقول خبيثة لان الفريقين يتنافسا على إعلان معادة للـ«عدو».

يتكئ الفريق الاول على علاقاته الدينية والسياسية مع ايران. وهذا ما يستفز الفريق الثاني، كما يعتد بإعلانه الصمود بوجه اسرائيل ورفع راية المقاومة وتحدي دولة احتلال فلسطين ودعمه لفرقاء المقاومة الفلسطينية. بالمقابل تعتمد سياسة التنديد بالفريق الأول على الاستهزاء بحزب الله بحجة أن داعمه الأول إيران لا يحارب اسرائيل كما ترمي الشكوك والاتهامات حول نوع من الممالأة بين الدولتين المحيطتين بالعالم العربي والتشديد على «تحالف غير معلن» بين الدولتين.

بينما الفريق الثاني المناهض للفارسية الممثلة بإيران وحامل راية العروبة التي تشكل فلسطين لب حيويتها ويسند ظهره بدول الخليج المتصدية لإيران وحلفاءها، وهنا سياسة التنديد بالفريق الثاني تشير إلى أن حلفاءه هم المُطبعون اللهاثون وراء «التحالف المعلن» مع اسرائيل.

نظرة بسيطة من دون رسوم بيانية ولا حتى خرائط جيوسياسية، يمكن القول إن نقاط التقاطع بين الفريقين بارزة وهي «اسرائيل» بشكل معلن أو غير معلن.

يبين هذا الشرح البسيط والمنطقي عبثية تنافر الفريقين فلا التنديد بتحالف غير معلن لحزب الله وداعمه الأول إيران مع اسرائيل (إن صح) له أي معنى عندما نرى أن الفريق الثاني وداعميه أهل الخليج يعلنون تحالفهم وتعاونهم مع اسرائيل.

اسرائيل (كما يبدو) لم تعد الرقم الصعب في التجاذب بين الفريقين، لماذا إذا لا يلتفت فرقاء لبنان المتخاصمين إلى «الداخل» اللبناني ويبتعدون عن لعبة «شد الحبال« التي تدور حول اسرائيل؟
التوافق تام حول التفاوض البحري ومياه البحر اللبنانية (عفواً الترسيم) كما كان وما يزال التوافق تام حول مصير أموال اللبنانيين و…الليرة العملة الوطنية