- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

“كريم يجب أن ترحل بسرعة عن قطر” اختصرت ما يحمله ديشان تجاه بنزيمة

أسالت قضية كريم بنزيمة الكثير من الحبر بعد التسريبات التي تحدثت عن الطريقة غير اللائقة التي غادر بها الدوحة إثر الاصابة التي تعرض لها قبل انطلاق المونديال، واتضح في ما بعد بأنها لم تكن خطرة لدرجة تمنعه من المشاركة في الدور الثاني على الأقل، لكن ديدية ديشان وجدها فرصة للتخلص من لاعب لديه معه سوابق ويحمل ضغينة له قبل أن يوافق على الاعتماد عليه في بطولة كأس أمم أوروبا السنة الماضية تحت ضغوط جماهيرية وإعلامية.

وذكرت تقارير إعلامية فرنسية أن طبيب الفريق طرق باب غرفة بنزيمة مصحوباً بالمدرب ديشان عشية افتتاح مونديال قطر، وأخبره بضرورة الرحيل، لأن الفحوص الطبية التي أجريت له أثبتت عدم قدرته على المشاركة في المونديال، رغم إدراك اللاعب بأن الإصابة لم تكن خطرة، وكان بإمكانه البقاء والتعافي في ظرف أسبوع ومن ثم مساعدة زملائه في مغامرة الحفاظ على التاج.

ولكن بنزيمة لم يناقش الطبيب حسب ما نشرته صحيفة “أس” الاسبانية وعاد الى مدريد من دون أن يتحدث لوسائل الإعلام حفاظاً على استقرار المجموعة وتركيزها، فبدأ رحلة العلاج التي دامت أسبوعاً، تعافى على إثرها من الإصابة وعاد الى أجواء التدريبات مع فريقه الريال، من دون أن ينسى التعبير عن دعمه لرفقائه في تغريداته على حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي.

ديشان لم يتحدث مع بنزيمة، ولم يتحدث للصحافة عن إصابته ولا عن رحيله المفاجئ لكنه كان صاحب القرار من دون أدنى شك، لأنه كان يريد الاعتماد على أوليفييه جيرو كأساسي في المغامرة القطرية، وليس على بنزيمة، فاستثمر في الإصابة كذريعة لتبرير الضغينة التي يكنها منذ سنوات لكريم بنزيمة الذي سبق أن حرمه من المشاركة في مونديال روسيا 2018.

وكان مضطراً لإعادة استدعائه بمناسبة بطولة أوروبا للأمم الأخيرة تحت ضغوط جماهيرية وإعلامية كبيرة لا تزال تعتبر اللاعب أحد أفضل المهاجمين في أوروبا والعالم، مما مكنه من التتويج بالكرة الذهبية لسنة 2022 كأفضل لاعب في العالم، كان بإمكانه صناعة الفارق في قطر برفقة كيليان مبابي، خاصة مع بلوغ المنتخب الفرنسي المباراة النهائية، لكن بعض اللاعبين تواطأوا مع ديشان حسب تسريبات إعلامية أخرى في أوساط منتخب “الديوك”.

بنزيمة صاحب 37 هدفا في 97 مباراة دولية،  لم يعلق لحد الآن، بل اكتفى بالإعلان عن اعتزاله اللعب دولياً ورضاه على مشواره مع المنتخب الفرنسي، لكن ديشان الذي ينتهي عقده نهاية الشهر، يتوجه نحو التجديد لموسمين إضافيين، وقطع الطريق أمام زيدان، الذي كانت كل التوقعات ترشحه لتولي العارضة الفنية للمنتخب الفرنسي بكل ما يحمله الأمر من دلالات تجد معارضة كبيرة في أوساط اليمين المتطرف الذي يرفض استمرار بنزيمة لأنه لا يردد النشيد الفرنسي، و يرفض تولي زيدان تدريب المنتخب لأن أصوله جزائرية، ويرفض حتى تمثيل الفرنسيين الملونين لفرنسا في كل الرياضات، وليس فقط على مستوى الكرة، رغم أفضال هؤلاء وأولئك على المنتخب الفرنسي عبر التاريخ.

“كريم يجب أن ترحل بسرعة عن قطر”، جملة بسيطة قالها طبيب المنتخب الفرنسي، لكن تحمل في طياتها معاني كبيرة وخلفيات كثيرة، في أوساط مجتمع فرنسي لم يتخلص من عنصرية متجذرة يصعب التخلص منها على الأقل في الوقت الراهن..