- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

شاطئ صيدا في لبنان: مضايقات بسبب لباس السباحة

شهد شاطئ مدينة صيدا الساحلية جنوب لبنان تحركات احتجاجية، بعدما قالت امرأة إنها تعرّضت لمضايقات من شبان بسبب لباس السباحة، فيما أثارت هذه القضية رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

زمان لما كنا صغار ونروح عند ستي ونضل عندها ايام بحي القملة بصيدا، كنا بالنهار نلبس المايوه ونلف المنشفة علينا والقبقاب وبما ان الشط على بعد دقيقتين كنا نروح متل شي مظاهرة كلنا اولاد عم نطقطق بالقباقيب لحد وصولنا الى الكورنيش!
جامع الزعتري كان بالنص، وكأنه السراط المستقيم … نصمت بجانبه ونسرع الخطى بدون طقطقة وواحد تلو الاخر احتراما.
وما ان نتخطاه حتى نعاود الهرولة وصخبنا وضجيجنا.
نسبح طيلة الصباح او بعد الظهر ولم يكن هناك من يعترض! لا مارة ولا رواد شاطئ ولا حارس جامع ولا عائلة فيها الكثير من الحجاج ولا حي بسيط الكل فيه يعرف الكل.
لم يكن يحملنا احد جميلة تدينه ولم يكن احد يشعرنا بذنب او اقتراف جريمة، لنكبر محملين بتأنيب الضمير. كان التدين صرحا له ابوابه المشرعة يمشي تجاجها الانسان بكامل وعيه ورضاه لا من سوط ولا من شعور بفوقية او دونية ما.
ثم في المساء، نذهب الى الجامع نعم! كان الذهاب الى الجامع بعد البحر بلذة الراحة بعد التعب، النور بعد الظلام، النسمة بعد الحر، اللقاء بعد الشوق. احببناه لاستقبالنا برحابة رغم بعض النظرات المستغربة والزاجرة من امراة مثلا اسميناها سوبرمان لكبر ردائها (لم نكن محنكين بالانجليزي).
كنا نحب الجامع رغم صغر الغرفة المخصصة للنساء والله اعلم ان ما زالت، ورغم تضارب جمالها ببهاء فنائه الكبير المخصص للرجال وهيبته!
كنا ننتظر ونفرح عندما تصدح مئذنته بأناشيد المولد لانها لم تكن تصم الاذان اولا وثانيا لم تكن مستهلكة كأيامنا هذه.
لم يكن الايمان اقل من ايمان اليوم ولم يكن التدين بحاجة لمحدلة او لڤيترينا لاثبات وجوده وكان الجميع يعيش بود ووئام.
اختفت هذه البراءة والبساطة والجمال، لم نعد نرى سوى مخالب ووعيد وتهديد وصراخ كمن اخذ توكيلا شرعيا بتلطيخ وتقبيح وجه الدين
NB: بهذا العمر لم نكن نعرف كيف نصلي، كنا نقلد ونتمتم! المهم انه لم يجبرنا احد على الذهاب الى الجامع ولم يردعنا احد عن الذهاب الى البحر
——————————————————————————

وتعرضت السيدة اللبنانية ميساء يعفوري حنوني قبل أيام لاعتداء من شبان على شاطئ المسبح الشعبي في مدينة صيدا جنوبي لبنان بسبب ارتدائها لباس البحر.

وعقب ذلك، احتج عدد من المتظاهرين وممثلين عن هيئات المجتمع المدني رفضًا للتنمر والقمع والعنف والتعصب، بينما دعت مجموعة أخرى إلى الالتزام بما وصفته بـ”اللباس المحتشم احترامًا لقيم المدينة المحافظة وأهلها”.