بسّام الطيارة
أولاً قلوبنا ومشاعرنا مع المغرب الحبيب ومواساة لعائلات ضحايا هذا الزلزال.
ثانياً غضبنا موجه للدول العربية المتقاعسة عن التنافس لتكون في مقدمة من ينجد المملكة المغربية.
بالطبع هذه المقدمة هي لسان حال الشعوب العربية.
أما في الواقع فتوجد تفسيرات متعددة لهذه الحالة غير الغريبة على عالم العرب!
منذ سنتين دخل المغرب ركاب التطبيع ضمن اتفاقات «أبراهام» التي أسس لها «الملاحق حزائياً» في أربع قضايا رئيس الولايات المتحدة السابق دونالد ترامب. الذي اعتقد أن هذه «الهدايا لاسرائيل» ستنقذ مستقبله السياسي السابق واللاحق.
ركاب التطبيع انطلق من مصر السادات ولحق بها الأردن وسقطت فيها منظمة التحرير في أوسلو. رغم كل التبريرات التي أعطيت (سيناء وغور الأردن وكوخ إقامة في رام الله مع سجاد أحمر) لم تجلب هذه الخطوات أي سلام للمنطقة لا بل على العكس !
عندما لحق المغرب والبحرين والإمارات والسودان لم يصدر أي شجب من «أي نظام عربي» (ما عدا الجزائر و… نصف لبنان ولو بفتور).
الشجب جاء من الشعوب العربية ولكن هذه الشعوب لها عيون بصيرة وآذان تسمع ومواقع اجتماعية تتلقف التعليقات…ولكن يدها قصيرة … فهي محكومة ومظلومة بأنظمة لا تعكس نوايا شعوبها ولا تطلعاتها.
ولكن هذه الأنظمة تنتظر الفرصة للحاق ن بركاب التطبيع ولكنها لا تجروء لأنها باتت خبيرة بدس نبض شعوبها الرافضة للتطبيع ولا تملك أجهزة أمنية بقوة الدول التي سبق وطبعت… هذه الدول تنتظر دورها للتطبيع.
جاء الزلزال الرهيب الذي ضرب المغرب وفي نفس الوقت جلب «التلبك» لدى تلك الحكومات «الراغبة بالتطبيع».
التلبك لأنه تبين أن الشعب المغربي يرفض التطبيع وهو أجبر رئيس البرلمان المغربي على إلغاء زيارته للكنيست الاسرائيلي.
التلبك جمد الحمية العربية… وحتى بعد ١٠ ساعات من الكارثة التي ضربت المغرب … لم تتحرك حكومة عربية لعرض المساعدة للأخوان المغاربة…
بالمقابل أول من عرض المساعدة كانت اسرائيل.
وهذا يفسر الكثير من قلة البصيرة لدى الحكام العرب.
ما صدر من بيانات من بعض العواصف ما هي إلا باب «رفع عتب». السعودية في بيان صادر عن وزارة الخارجية، عن مواساتها لحكومة وشعب المملكة المغربية… الإمارات : الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيانيقدم تعازيه إلى المغرب، عبر منصة … « أكس»، … مصر: في بيان صادر عن وزارة الخارجية، أشارت إلى تضامنها الكامل مع المملكة المغربية، حكومةً وشعباً، ومواساتها لأسر الضحايا إلخ…
تراودهم نفسهم الدخول في التطبيع ويمنعهم الخوف من شعوبهم الخوف من تكاثر الشجب بشكل تسونامي يطيح بكل المطبعين.
التاريخ سيكون شاهداً.