- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

متابعو حرب غزة: استمناء فكري عربي

بسّام الطيارة

تطل حرب غزة على باب شهرها الثالث ! والرابح الأكبر هي مواقع التواصل الاجتماعية .

من يتابع أخبار الحرب على غزة؟ بالطبع ما يزيد عن ٧٥٪ من الناطقين بلغة الضاد بلهجات متنوعة من المحيط إلى الخليج … أما الباقون من العرب فهمهم في أهداف أخرى أكثر ميلاً لمذاهب المتعة (hédoniste) التي لا مجال للدخول في تفاصيلها احتراماً للحريات العامة الرقمية.

ما يثير الانتباه (انتباهكم أيضاً) هو تعدد البوستات التي تصلكم من مصادر عدة… أعداد مرتفعة من البوستات ولكن إذا نظرنا إليها عن قرب نجد أن فيها تكرار واجترار .

ويعود وهذا بالطبع إلى الرغبة بمشاركة عنف اسرائيل من جهة وبطولات المقاومين من جهة أخرى.
ولكن هذه المشاركات لا تؤخر ولا تقدم في مسألة دعم غزة. تسلط وارهاب اسرائيل والعنف الذي تضرب وتدمر كل ما يمت للحياة هي أمور تعرفها الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج باستثناء الحكام وهذا مفروغ منه فهم «براغماتيون» إلى أقصى الحدود.

لماذا هذه المشاركات لا تفيد لأن التكرار واستلام نفس البوست من عدة جهات يصيب المستلم بنوع من النزق للتكرار أيا يكن دعمه لغزة وأهالي غزة… خصوصاً إذا جاءته الأخبار بعد يوم أو يومين من استلامه «الخبر الأول».

من جهته أخرى يعمد العديدون إلى «نسخ ولصق» إما بعض المقاطع من الصحف الإلكترونية أو من مواقع حماس أو الجهاد وتدويرها فيما هذه المواقع هي نفسها ترسلها إلى أعداد متزايدة من المتابعين.

والأهم هي ضرورة الالتفات إلى «التطرف بدعم أهالي غزة» من بعض المتابعين بحيث يلجأون إما إلى بوستات وشرائط قديمة جداً (٢٠٠٨ أو ٢٠١٤ أو ٢٠٢١) يكسرون حمية بعض المتابعين الدارين بالأمر ويسببون خلخلة للرسائل التواصلية الحقيقية التي يريد المقاومون إيصالها للشعوب العربية.

وبالطبع تستعمل اسرائيل و«ميديا الغرب الداعم لها» هذه «الهفوات والأخطاء» لإضعاف صفوف من يمكن أن يدعم فلسطين بإبراز تلاعب المواقع العربية بالحقائق. والجدير بالذكر أن معظم مؤيدي اسرائيل يلجأون إلى الذكاء الاصطناعي الذي يستطيع بثوان التثبت من تاريخ النشر الول لكافة «البوستات العربية».

برامج الترفيه تحتل ٧٠٪ من أوقات البث في الغرب

كما لا يلتفت هؤلاء إلى بيانات المقاومة ؤن فعلوا فهي لا تنشر على الميديا الغربية… إلى الموافقة علي الهدنة وإبراز الشق المتعلق بالرهائن والتغاضي عن «الثمن» أي أطلاق سراح الفلسطينيات والأولاد الفلسطينيين. وبالطبع لم يخطر على بال أي معلق التساؤل فقط عن سبب الزج بأطفال في السجون الاسرائيلية، المشاهدون الغربيون غارقون في برامج الترفيه والضحك والفوازير…

تخفيف الأضرار …صدفة نمط الحياة الغربية

ما يخفف من ضرر انحياز الميدان الغربية هو أن شعوب الدول ذات الحكومات المؤيدة لاسرئيل مهما فعلت، هذه الشعوب … لا تتابع أخبار ما يحصل في فلسطين… فقط مزدوجي الجنسيات يتابعون … على المواقع التواصل. وبالتالي تضل الجاليات متقوقعة على «تيك توك وانستغرام و X وفيسبوك- إن لم يحذف معظم ما يكتب بالموضوع».

من المحيط لى الخليج الشعوب مبسوطة وتتهيج بتبادل البوستات المكررة والتباهي في محله وغير محله … والكل في لذة لا تفوقها لذة إنه «استمناء فكري عربي» يدوم منذ ٧٥ سنة وبشكل لذة دائمة … تبدو من دون نهاية…