- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

آلاف من النازحين صامدين رغم الظروف الصعبة

من داخل غزة الأبية

رغم اني اتواجد في رفح منذ ما يزيد على اسبوع واعيش في منطقة متوسطة هناك وقريبة من مراكز السكن واحياء رفح وكثيرا ما اتردد في الاسواق.

كان يذهلني عدد الناس في الشوارع والاسواق. وعندما وصلنا الى رفح من خانيونس مررنا بكثير من المخيمات المرتجلة على طول الطريق من البحر الى وسط رفح.

لكن اليوم ذهبت مع اصدقاء الى مخازن الامم المتحدة. او المركز اللوجستي العام للامم المتحدة.  وتقريبا يسكن الاف الناس في مخازن الوكالة هذه وفي طرقاتها الداخلية. وحسب موظفةكبير في الوكالة يتواجد داخل حرم المخازن حوالي ٢٠ الف نازح.

غير ان المنظر عند الدخول الى المخازن يمر عبر مخيمات محيطة كلها مرتجلة ومكونة من اخشاب ونايلون. ومن المنطقة التي دخلناها من جهة حي تل السلطان يمكن القول ان امتداد المخيم قبل الوصول الى محيط المخازن لا يقل عن خمسمائة متر.

ويقال ان في هذه المنطقة ما لا يقل ايضا عن عشرين الفا. لكن ما رايناه بعد الخروج من المخازن باتجاه الشرق نحو طريق ميراج كان مذهلا.

ما لا يقل عن كيلو ونصف الى ٢ كيلو طريق على جانبيه مخيمات ومخيمات تتوسع ولا تقل او تتقلص. وحسب التقديرات فانه يعيش في هذه المخيمات المرتجلة الجديدة ما لا يقل عن مائة الف نازح.
تسمع الارقام فتصاب

بالذهول. ترى المشهد فتزداد خوفا. كيف يمكن ان يعيش كل هؤلاء الناس في مثل هذه الخيام في الشتاء وتقريبا في العراء.

ومن الملاحظ ان الناس في هذه المخيمات من كل الفئات والشرائح. وقد اشار لي صديقي الى سيارة مرسيدس حديثة متسخة ومغبرة تقف بجوار احدى الخيام. تشعر بقيمة مقولة “عزيز قوم ذل”. وتشعر بالأسى لتعليق احدهم انه لو علمت شركة مرسيدس بوضع هذه السيارة البائس لمنعت تصدير سياراتها الى هذا المكان. لكن الحقيقة ان وضع هذه السيارة يشير الى وضع اصحابها الذين هم اعزة ومن معدن اصيل.

وعند العودة الى حيث نقيم شاهدنا العديد من الاماكن الفارغة التي تقام فيها مخيمات صغيرة على قطع صغيرة من الارض الفارغة التي سمح اصحابها لنازحين باقامة مخيمات فيها.

لي صديق من ابرز المبادرين للخدمة العامة اقام بمعونة اصدقاء مخيم ايواء وقد ادخل اليه حتى الان عشر عائلات وهو يبحث عن قطع ارض اخرى لتوسيع مبادرته.

اليوم اكثر من اي وقت مضى شعرت بالمعنى الحقيقي للنزوح والاضرار النفسية التي يعانيها النازحون. وقلت في نفسي ما كنت اسمعه من اهلي: ان النروح الاضطراري امر لا تتمناه حتى لاشد اعدائك.