- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الصحافة الاسرائيلة: النسخة الشرق أوسطية من كوريا الشمالية

بقلم: اوري مسغاف (“هآرتس”)

1- بنيامين نتنياهو ليس أسيراً في يد ايتمار بن غفير. فهو لا يخاف منه ولا يعتمد عليه. هذه رؤية سائدة وخاطئة. بن غفير لا توجد له حكومة اخرى، سواء في الحاضر أو في المستقبل. ايضا لو أنه قام بالانسحاب من الائتلاف فان مقاعد غانتس وساعر ستحافظ على الائتلاف، ايضا لبيد أعلن بأنه سيكون سعيداً بالانضمام الى الائتلاف بدلاً منه. نتنياهو يطبق سياسة بن غفير، لأن هذا ما يريده هو نفسه الآن، حرباً شاملة، متعددة الساحات، حتى “النصر المطلق” الذي لن يتم تحقيقه في أي يوم.

2- في السابق عُرف نتنياهو بحذره العسكري وخوفه من الخسارة. هذا تغير بشكل دراماتيكي. مكانته في اوساط الجمهور الواسع تحطمت. نواة دعمه تقلصت واقتصرت على البيبيين جداً، الحريديين والحريديين القوميين – الكهانيين. الحريديون لا يقتلون في الحروب. الحريديون القوميون – الكهانيون يرون قيمة للتضحية بالجنود والمدنيين المخطوفين. البيبيون يتهمون اليساريين والاستوديوهات بكل شيء. لذلك، نتنياهو مستعد لإشعال الحرم في شهر رمضان، إشعال انتفاضة وأن يجر بالقوة اليها عرب اسرائيل الذين اظهروا حتى الآن الاعتدال والتسامح. هذه ليست اجندة حصرية لبن غفير وسموتريتش، بل هي خطة نتنياهو. مباشرة بعد العملية في مفترق كريات ملاخي قال إن “كل البلاد جبهة”. وليس عبثا تتنافس على بلدية تل ابيب قائمة موحدة لليكود وقوة يهودية. لم يعد هناك أي فرق كبير بينها. سواء من حيث رؤيتها أو قيمها أو لغتها.

3- هاكم بيان في الواتس آب نشرته في يوم الثلاثاء جهات شرطية على مجموعات متطوعين. “النقاط البارزة في آخر تقييم للوضع: على خلفية القيود المتوقعة على دخول العرب الاسرائيليين والفلسطينيين الى جبل الهيكل في شهر رمضان، هناك توقع بتسخين على المستوى القطاعي واندلاع اعمال الشغب على المدى الزمني الآني، يجب العودة الى التأهب الكامل مثلما كانت الحال في بداية احداث اكتوبر. هناك خطاب متزايد في الشبكات الاجتماعية وتحريض على العنف في الوسط العربي. يجب التعامل مع الاستعدادات الميدانية مثلما هي الحال في شهر رمضان من الآن، مع التركيز على مستوطنات خط التماس القريبة من الجدار.

معنى ذلك هو أن جهاز الأمن على قناعة بأن سياسة حكومة نتنياهو – بن غفير ستؤدي الى الاشتعال الشامل على جانبي الخط الاخضر. جهات رفيعة في الجيش والشاباك والشرطة، التي تكتفي باظهار معارضتها وتحذيراتها والاستعدادات المسبقة للكارثة، تخون وظيفتها وتتنازل عن أمن اسرائيل ومواطنيها، هكذا ايضا غانتس ورجاله، يجب عليهم الضرب على الطاولة، واذا كانت حاجة أن يرفضوا الامر وأن يمنعوا باجسادهم اشعال الدولة وكل المنطقة على مذبح حكومة المرضى النفسيين الذين اختطفوا اسرائيل، وإلا فانه سيتم تسجيلهم الى أبد الآبدين كشركاء في الجريمة.

4- وزيرة المواصلات والعضو في الكابنت ميري ريغف عادت في هذا الاسبوع من رحلة في الهند وسيري لانكا استمرت ثمانية ايام. ريغف قالت بأنها ستدفع هناك قدماً بسكة حديد تمر بين الهند واسرائيل والسعودية، وباتفاق طيران مع سيري لانكا واتفاق استيراد العمال اجانب. السلام مع السعودية ليس من اختصاصها، واتفاق الطيران مع سيري لانكا تم التوقيع عليه في 2004. واتفاق محدث لاستيراد العمال الاجانب تم التوقيع عليه في كانون الاول الماضي. هذه الحكومة خرجت عن السيطرة في مستوى الوقاحة والاكاذيب وانفصال اعضائها.

السمكة تفسد من الرأس. في هذه الاثناء يقومون بأعمال الصيانة لمنزلي رئيس الحكومة الخاصين على نفقة الدولة في اعقاب “الحاجة الى الحماية”، التي تشمل ايضاً اعادة اغلاق البركة في قيساريا. في الوقت نفسه تستمر اعمال الصيانة في المقر الرسمي في بلفور، وطائرة “جناح تسيون” حلقت في يوم الاربعاء الى اثينا وعادت في رحلة تجريبية، على متنها كان 15 من أعضاء الطاقم و60 مفتشاً، بما في ذلك اثنان من عارضي الأزياء اللذان قاما بتمثيل دور صاحب الجلالة، رئيس الحكومة وزوجته.

هذه المحاكاة شملت توفير الحماية من الشاباك وحفل استقبال مع السجاد الاحمر وتقديم الطعام والمشروب للركاب وتمرين على مؤتمر صحافي اثناء الرحلة. اسرائيل معزولة ومنغلقة وأكثر عسكرة وهستيرية من أي وقت مضى. اسرائيل اصبحت النسخة شرق الأوسطية من كوريا الشمالية.

عن “هآرتس”