- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

صرنا جزءاً من “الحارة” (معاريف)

بقلم: ميخال كوهن*

إسرائيل التي كانت ذات مرة مستعدة لأن تفعل كل شيء، لكن كل شيء، من اجل مواطنيها، وبالتأكيد من أجل أفضلهم واكثرهم إخلاصا ممن دافعوا عن حدود بلادنا. إسرائيل ذات مرة ما كانت لتضع قيمة الثأر فوق قيم التكافل المتبادل، إنقاذ الحياة وفريضة فداء الأسر.

لكن إسرائيل، التي كانت عملية عنتيبة بالنسبة لها علامة طريق ورمز البطولة الصهيونية، أصبحت دولة يتعين فيها على أبناء عائلات مخطوفين أن يستجدوا لقاء ما مع زعماء في البلاد ويروا نزعة الحيونة والإدارة البطيئة والزاحفة للمفاوضات لإعادتهم. والى أي درجة بات الوضع فيها خطيرا يمكن لنا أن نتعرف من يأس اللواء نيتسان الون من طاقم المفاوضات والذي أعرب عن رأيه بالنسبة لاحتمال تحرير المخطوفين في وضعية الحكومة الحالية.

إسرائيل التي كانت ذات مرة ما كانت لتقبل بسكينة حقيقة أن جيل المؤسسين يصرخ من أنفاق “حماس” – “داعش”، “لا تتركونا في شيخوختنا”، صرخت هيرش الحلو، ابن الـ 22 مقطوع اليد أو مشهد مجندات الرقابة الخمس الداميات اللواتي مصيرهن ليس واضحا. إسرائيل ذات مرة أيضا ما كانت لتنتقل بعد الشريط إلى برامج الطبخ، الرقص، الغناء وغيرها.

إسرائيل ذات مرة ما كانت لتتهم قيادة عائلات المخطوفين التي انتجت إعلاما غير مسبوق في نجاعته في فترة أصبح الإعلام الجيد فيه مقدرا هزيلا وشحيحا. كانت ستهنئ متطوعي هذه القيادة الذين يحاولون توفير سند للعائلات التي خرب عالمها عليها وتوقفت حياتها عن السير.

إسرائيل ذات مرة ما كانت لتقبل بسكينة اعتقالات وعنف تجاه عائلات المخطوفين وعائلات الثكلى مثلما رأينا في الاعتداء على غادي كديم أو إصابة شقيقة متان سنغاكر، نتالي وأبناء عائلات آخرين ينتظرون بيأس استرجاع أعزائهم وهم على قيد الحياة.

إسرائيل ذات مرة ما كانت لتتمسك، مثلما في حارتنا، بحكم ملوكي طويل السنين، كل عمل فيه يقاس بمسألة هل يخدم هذا المليك وليس هل يخدم هذا المملكة.

السنوار يمكنه أن يرى دولة قيمة حياة الإنسان فيها تتردى. إسرائيل ما قبل عقد، قلبت العوالم من اجل جندي واحد. أما، اليوم، فالعالم يسير على عادته وبقاء الحكم يسبق كل شيء.

لقد كان للشعب اليهودي قيم أخلاقية مختلفة. فقدان هذه القيم وترك جرحى في الميدان هما من هزائم 7 أكتوبر. بأسف شديد يمكن أن نقول، إننا اندمجنا في الحارة.

*عن “معاريف”