- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

هآرتس: الصهيونية في مرحلتها البهيمية

بقلم: أسرة التحرير

يتعذر النظر إلى التوثيق المصور لمظاهر العنف البشعة في أثناء مسيرة التفوق اليهودي في شوارع القدس، أول من امس، دون سماع تحذير البروفيسور يهوشع ليفوفيتش يصدح في الخلفية. «العزة الوطنية والنشوة في أعقاب الأيام الستة مؤقتة، وستحملنا من نزعة قومية صاعدة وعزيزة إلى قومجية متطرفة مسيحانية. المرحلة الثالثة ستكون البهيمية والمرحلة الأخيرة نهاية الصهيونية»، قال من يرى بعيدا.

البهيمية في ذروتها. «الروح العامة كانت روح ثأر. الرمز البارز على القمصان كان القبضة الكهانية، النشيد الشعبي كان نشيد الثأر «ثأر واحد من عيني» إلى جانب «الموت للعرب» و»فلتحرق لكم القرية». الوزير الأكثر محبة كان إيتمار بن غفير والأجواء العامة كانت مخيفة»، شهد صحافي «هآرتس» نير حسون الذي هو نفسه تعرض للاعتداء من عصبة فتيان أوقعوه أرضا وركلوه. لم يعتدَ على حسون فقط، فالمشاغبون هددوا، شتموا ودفعوا واعتدوا على مارة فلسطينيين وعلى كل من شُخص كصحافي أو حاول تصويرهم. إن سبب اعتدائهم على الصحافيين هو أنه لم يوجد ما يكفي من الضحايا الفلسطينيين، فقد أغلقت العائلات الفلسطينية على نفسها بيوتها. لقد تعلمت منذ الآن: عندما يحتفل اليهود بيوم القدس، من الأفضل تنظيف المنطقة كي لا يغرى المحتفلون بتنفيذ أعمال فتك بهم.

لا يدور الحديث عن حفنة، أعشاب ضارة أو أي تعبير آخر من مخزون الكلمات المغسولة التي تستخدمها أجزاء في «الصهيونية الدينية» في صيغتها ككهانية على الملء. فالبهيمية لم تعد محصورة بالهوامش أو بالمستوطنات أو البؤر الاستيطانية، فقد استشرت إلى كل نحو وصوب، ولشدة الرعب تسللت إلى صفوف الجيش الإسرائيلي، الكنيست والحكومة؟ وزراء ونواب انضموا إلى آلاف السائرين بل إن بعضهم طرب على نغمات «الثأر». الوزيران بتسلئيل سموتريتش وميري ريغف، النواب تسفي سوكوت، سمحا روتمن والموغ كوهن وملك الكهانيين بن غفير الذي استغل الفرصة لتهديد الوضع الراهن في جبل البيت (الأقصى) ولدق طبول الحرب الدينية.

إذا لم يعمل الوسط الإسرائيلي كي يعيد المتطرفين إلى هوامش المجتمع، يقضي على الكهانية ويمحو وباء الاحتلال الخبيث من جسم الدولة، فإنها ليست سوى مسألة وقت حتى الانهيار التام لإسرائيل. العد التنازلي بدأ.