بقلم: أسرة التحرير (عن “هآرتس”)
هذا الأسبوع، بتأخير أشهر طويلة قام بيني غانتس وغاديآيزنكوت بفعل الأمر الصائب: فقد توقفا عن منح شرعيةوأنبوب أكسجين للحكومة الفاشلة، الأكثر خطورة وتطرفاً فيتاريخ الدولة. مع انسحاب غانتس وآيزنكوت، في انتظارهماتحد اكبر بكثير من الجلوس في الحكومة والكابنت الأمني،إذ حتى الآن كانت الدفة في يدي بنيامين نتنياهو – والآنعليها أن تنتقل اليهما، من أجل وجود، مكانة، أمن، اقتصاد،طابع، جوهر ومستقبل إسرائيل.
الدولة في عملية انهيار مخيفة، سريعة وغير مسبوقة، في كلساحة محلية ودولية، والتاريخ وضع غانتس وآيزنكوت فيمركز هذه اللحظة. لكن قبل أن يتمكنا من طرح مستقبل آخرعليهما أولاً ان يودّعا تطلعهما الى رسمية فارغة ولا معنىلها، كل غايتها الغمز في كل صوب في المجتمع الإسرائيليوصيانة فقاعة المقاعد الوهمية. فالرسمية لا تخدم الكفاحعديم الأهمية في سبيل «مقاطع سوق» في داخل الكتلةالمعارضة لحكومة نتنياهو التدميرية. الديمقراطية والليبراليةهما القيمتان المهمتان التي تختبر فيهما دولة إسرائيل، وفيضوئهما فقط يمكنها ان تواصل الوجود.
بداية، يختبر الزعيم في قدرته على أن يقود رجاله الى شاطئامان لا ان يستسلم لاعتبارات منفعية ضيقة. غير أن إسرائيلتبتعد منذ بضعة اشهر عن هذا الشاطئ بوتيرة مخيفة،ومصير المخطوفين يشطب عن جدول الأعمال باسم قدسيةالموت لدى المسيحانيين. ثانياً، على غانتس وعلى آيزنكوتان يخرجا الى الشوارع وان يبقيا فيها الى أن يستبدل الحكموإبداء الحضور في أقاليم البلاد التي تركها نتنياهولمصيرها. عليهما أن يقفا مع الجمهور أمام سيارات المياهالعادمة والدفاع عن المواطنين في وجه ميليشيات ايتمار بنغفير. لأجل وضع حد لحكومة 7 أكتوبر على غانتسوآيزنكوت ان ينضما الى الكفاح في الميدان: على الشاطئفي قيساريا، على مسار الإقلاع أمام «جناح صهيوني»،حول الكنيست. هناك ميدان المعركة الحقيقي. وثالثاً، عليهماأن يعرضا رؤية لليوم التالي لنتنياهو وحكومته الرهيبة. حان الوقت للقيادة من الداخل، في رأس المعسكر وليس منخلفه. يجدر بهما ان يكفا عن الخوف من الاستطلاعاتويتوقفا عن فحص اتجاه الريح كل الوقت.
الآن حانت ساعة رئيسي الأركان السابقين لأن يمسكابالخيوط وان يطورا عموداً فقرياً فكرياً واضحاً، بديلاً حقيقياًلإسرائيل. مهمتهما الآن هي قيادة الشعب وليس مواصلةالمناورات التكتيكية – وذلك لأن نتنياهو خبير في المعارك لكنهفشل فشلاً ذريعاً في قيادة الجمهور كله. الزمن قصيروالأضرار كثيرة. إسرائيل تنزف قتلى في غزة، أقاليم البلادتقف قفراء ومكانتها في العالم تتآكل بسرعة. ينبغي إعادةالمخطوفين، إنهاء الحرب والسعي الى تسوية معالفلسطينيين حسب مقترح الولايات المتحدة بما في ذلكالتطبيع مع السعودية والعودة الى مسار سياسي معالسلطة الفلسطينية حسب مخطط الدولتين. هذا هو الوقتللتسامي الى عظمة الساعة، الوقت للزعماء الحقيقيين.