- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

خوف حيفا: انفجار “برميل البارود”

بقلم: عدي حشمونائي

عن “هآرتس”

زاد التوتر الأمني والاستعداد المتزايد في إسرائيل لردود من إيران و”حزب الله”، التخوفات في أجزاء بالشمال، التي حتى الآن لم تتضرر من الصواريخ أو المسيّرات، بالأساس في حيفا. في خطابه عاد أمين عام “حزب الله”، حسن نصر الله، وأشار إلى أن هذه المدينة يمكن أن تكون أحد الأهداف الرئيسة التي سيهاجمها “حزب الله” رداً على تصفية قائد كبير في “حزب الله”، فؤاد شُكر، قبل أسبوع في بيروت.
السيناريو الذي يقض مضاجع الكثير من سكان حيفا هو الهجوم الذي سيصيب مصانع البتروكيماويات والمصافي التي ما زالت تحتوي على كميات كبيرة من المواد الخطيرة. يتمثل عزاء صغير لسكان حيفا في أن صهريج الأمونيا لشركة حيفا للكيماويات تم إفراغه في السنوات الأخيرة، بعد عقد من النضال البيئي. ولكن قرار إخلاء المنشآت الأخرى يتقدم ببطء والتهديد ما زال ملموساً.
“من الواضح أنني أخشى بالأساس من حدث لمواد خطيرة، نحن نجلس على برميل مواد متفجرة ونخشى كثيراً مما يمكن أن يحدث هنا”، قالت رفيت شتوسل، وهي من سكان المدينة ومركزة جمعية “لننظف ميناء حيفا”. وزارة حماية البيئة قامت في 2022 بمسح لأخطار المواد الخطيرة، الذي لم يستكمل، وفي الجزء الذي نشر تم الحديث عن 1500 مصدر للخطر و800 نوع من المواد الخطيرة التي توجد في ميناء حيفا، كما قالت شتوسل. وحسب قولها، فإنه في هذا المسح تم فحص الأحداث التي يمكن حدوثها في الوضع العادي، لكنهم لم يستمروا في فحص سيناريوهات الأضرار التي ستنتج عن عمليات تخريبية أو هجمات.
في الأسبوع الماضي، منذ اغتيال شُكر وهنية، فإن قيادة الجبهة الداخلية أصدرت تعليمات لمصانع كثيرة في الشمال لتقليص المواد الخطيرة فيها، وقيدت نقلها على الشوارع. منظمات البيئة تخشى من أن تكون هذه الإجراءات غير كافية. “هناك عشرات المصانع التي تعمل بالمواد الخطيرة، وهناك أيضاً خزانات للغاز جميعها توجد في المنطقة نفسها. يظهر هذا الوضع بشكل كبير أهمية البدء في إخلاء صناعة البتروكيماويات من خليج حيفا. ويظهر أيضاً التأخر الهستيري”، قالت شتوسل. “نحن نطالب بتقليص آخر للمواد الخطيرة في المصانع وتسريع الجدول الزمني لإغلاق الصناعات الكيماوية في حيفا الكبرى. إضافة إلى ذلك بقي علينا فقط أن نصلي لإله الحظ”.
ليس فقط مصانع البتروكيماويات هي التي تقلق سكان حيفا. نوعا شاك، وهي من سكان المدينة ومهندسة معمارية، تخشى من ضرب مبان فيها الكثير من السكان، أو من ضرب عدة أحياء في المدينة التي يوجد لها مدخل ومخرج واحد، التي تسميها أحياء محبوسة. “يكفي إغلاق طريق واحدة لسبب ما حتى نصبح في حالة صعبة من أجل إنقاذ مصابين”، قالت شاك. “في المدينة هناك أيضاً عدد كبير من المنشآت العسكرية التي توجد قرب المباني السكنية. حتى أن مستشفى “رمبام” يوجد قرب قاعدة لسلاح البحرية. هذه المنشآت تعتبر هدفاً مفضلاً للهجوم من لبنان، الأمر الذي سيعرض للخطر السكان والمنشآت المدنية الحيوية”.
مواطنة أخرى قالت: إن قلقها في جزء منه ينبع من عدم ثقتها بمن يديرون الأزمة. أنا قلقة لأنني لا أثق بحكومة إسرائيل ونواياها وطبيعة أدائها. في بلدية حيفا يستمرون في الإعلان أن المدينة مستعدة لأي سيناريو، سواء من ناحية حماية السكان من إطلاق النار أو من ناحية الاستعداد لأحداث تتعلق بالمواد الخطيرة.
“نحن نعمل حسب تعليمات قيادة الجبهة الداخلية، التي أصدرت تعليمات أيضاً حول معالجة نقل المواد الخطيرة في الميناء، وكل ذلك من أجل تقليص بقدر الإمكان المواد الخطيرة”، قال أفيهو هان، وهو نائب رئيس بلدية حيفا ورئيس جمعية “المهتمون بحماية البيئة في خليج حيفا”. “نحن أجرينا عدة تدريبات لوضع الحرب، بما في ذلك سيناريو أحداث مواد خطيرة”. وحسب قوله أيضاً في أرجاء المدينة أجريت تدريبات لإعداد الحماية. “لقد قمنا بإعداد مواقف السيارات تحت الأرض من أجل استيعاب السكان الذين ليست لديهم حماية. أيضاً محطات القطار في الكرمل التحت أرضية تم إعدادها، ونحن نبلغ السكان باستمرار حول التأهب. أنا أعتقد أن السكان مضغوطون، لكن هذا الضغط ينخفض كلما قمنا بإشراكهم في الإعداد”.