- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

غزة: ما الذي يهدد اتفاق وقف الحرب؟

بسّام خالد الطيارة

بعد يومين من توقيع اتفاق وقف الحرب ها هو ترامب يهدد حماس باستخدام القوة ان لم تلتزم بتطبيقه. فما الذي يهدد بنسف هذا الاتفاق؟

الإجابة على هذا السؤال موجود ضمن السؤال: هذا الاتفاق عنوانه “وقف القتال” وتغيب كلمة “نهائيا” حتى لا نقول اتفاق سلام او على الأقل هدنة.
من جهة اخرى يعيش الإنسان والشعوب على الذاكرة: من يذكر اتفاقا مع إسرائيل لم تخرقه الدولة العبرية ؟
لن نذهب بعيدا إلى الوراء في مسارالتاريخ…
لبنان واتفاق وقف النار: منذ عشية التوقيع وإسرائيل التي لم تنسحب من الشريط الحدودي تقصف وسقط عشرات القتلى حتى اليوم ومئات المنازل المهدمة ومنطقة عازلة فارغة من الحياة تتربص بكل من يقترب منها ٤٠٠ ألف لبناني جنوبي يعيشون مشردين.
على الجولان : الدخول إلى الأراضي السورية هو ليس خرق لاتفاق وقف نار بين البلدين بل هو خرق لقرار مجلس الامن الذي قضى بإقامة منطقة منزوعة من السلاح (أندوف) موقع في ٣١ مايو/أيار 1974، ووقعتها يوم 31 من الشهر نفسه، في جنيف بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد السوفيتي والويلات المتحدة.
نستطيع سرد الكثير من الخروقات الاسرائيلية. أخرها اتفاق هدنة وتوافق على تبادل الأسرى في 15 يناير 2025 ودخل الاتفاق حيز التنفيذ في 19 يناي/ك٢ وكان قد صيغ بواسطة نفس الوسطاء، وتم الافراج عن بعض الرهائن..
ولكن خرقته اسرائيل وعاد القصف
حماس حسب ما يقال لم تنفذ الاتفاق بحذافيره بتسليم رفات بعض الرهائن. هنا يمكن تفهم هلع العائلات الاسرائيلية التي كانت تنتظر استلام جثامين قتلاها
والشعب الاسرائيلي يدعو حكومته للتشدد في طلب تنفيذ الاتفاق وهذا أيضا مفهوم …ولكن هل شعب اسرائيل إذا وضعنا جانبا المتطرفين المهووسين يريد العودة للحرب؟
مخطئ كل من لا ينظر إلى ما تريده نسبة كبيرة من المواطنين الإسرائيليين الذين يريدون العيش بسلام . ففي الواقع حرب السنتين هذه أتعبت الشعب الإسرائيلي بغض النظر عن التطبيل الإعلامي.
تنظر نسبة كبيرة منهم إلى اولادها وتسال نفسها هل سيعيشون كل هذا الرعب والتجنيد كل فترة؟ هل تكون السنة المقبلة سنة حرب جديدة ؟؟ اين مستقبل الأولاد ؟؟ كيف يمكن بناء مستقبل لتكوين أسرة ؟
يكفي النظر إلى الهجرة العكسية اليوم لنرى ان غالبية الشعب ليس مع نتانياهو ولا مع عودة الحرب.
سنتان أثبتتا ان القوة لا تحل اي أزمة وجودية .
ثم لا احد ينظر الى الاقتصاد الاسرائيلي الذي يعيش اليوم على حقن مساعدات أميركية ولكن (من دون تطبيل ) يوم الحساب سياتي (يقال حوالي ٢٢ مليار دولار مجمل المساعدات ) ولكن الواقع إذا احتسبنا السلاح فهو يتجاوز الـ ٤٧ مليار التي لا يمكن محوها بشطحة قلم خصوصا مع ترامب (رغم قربه من بيبي !!).
في الواقع عاملان يهددا اتفاق وقف الحرب:
١) عدم رغبة نتانياهو بوقفة «يوم الحساب» فالجميع يسأله : أين النصر ؟ أين أهداف الحرب ؟ هل سُحِفقَت حماس وهي ما زالت تشرف على «الأمن» في غزة وتقوم بأعمال «البوليس» كما كنبت صحف اسرائيلية عندا شاهد الجميع قوات حماس ترتدي الأقنعة وتحمل الـ«توكي وكي» تعود إلى الشوارع تؤمن السير وتضبط الأمن.
هذا قد يدفع نتانياهو وأحزاب اليمين للعودة للقتال.
هناك عامل آخر تكشف منذ ساعات وتتداوله المواقع الاجتماعية وهو : حكومة لحماس!
وهي دعوة لفصائل المقاومة في غزة وممثليهم في الخارج ومؤيديهم، وحلفائهم.: لـ …إعلان حكومة غزة!
وهذه الحملة منظمة وفيها تراتبية الخطوات وهي كما وردت وتنتشر
١– تشكيل واعلان حكومة مسؤولة في غزة.
٢- اعلان مسؤوليتها عن أمن وإدارة القطاع وشؤونه.
٣- إعلان مسؤوليتها عن تمثيل القطاع في التفاوض وكل ما يتعلق بالسياسة الداخلية والخارجية.
٤- إعلان انها جزء من الحكومة المركزية للدولة الفلسطينية العتيدة التي أُعلن عنها اخيرا في الأمم المتحدة..
٥- تتشكل الحكومة من فصائل المقاومة في غزة وشخصيات مستقلة، من الداخل والخارج.
والدعوات تنادي بضرورة الاسراع في التشكيلة والاعلان عنها لملء الفراغ.. كي لا يترك الأمر للاخرين.
،يرى البعض أن تشكيل هذه الحكومة يمثل اهم استثمار لـ«المقاومة والصمود وفشل الحرب على غزة»، واهم ورقة بيد المقاومة تجاه دول العالم والامم المتحدة. ويحذرون بقوة من الفراغ. الذي سيملأه الآخرون.
هذا الطرح الذي انطلق من لبنان وبدأ ينتشر في مواقع التواصل يمكن أن يدفع نتانياهو للعودة للقتال… ويدفع قوات حماس للعودة إلى … الأنفاق.