
Screenshot
روبير بشعلاني
هل نقل الشرع تموضع سوريا ؟
إذا صحت الأنباء المتواترة من موسكو يكون الشرع قد قاد خطوة كبرى على طريق عودة أهل السنّة إلى منطق التاريخ والعمران البشري.
فالأشهر القليلة الماضية التي عاشتها التجربة السورية أظهرت خطر التموضع السوري في معسكر الغرب المريض.
فالعدوانية الأمريكية ومنظومة هيمنتها كانت واضحة وغير بسيطة. فهي لا تسعى فقط إلى الهيمنة بل إلى الهيمنة مرفقة باهانة التابع وتجريده من اي إنسانية.
احتلالات، مجازر، وضرب مراكز الجيش حتى بعد سقوط النظام السابق، قصف الدفاعات الجوية وتدميرها حتى ولو كانت تركية، منع التسلح وإعادة بناء الجيش، إذكاء نار الفتن القرابية والتدخل المباشر في منع اية وحدة ترابية حتى داخل الكيان، رفض التنازلات الكبرى بكل بجاحة والإصرار على المزيد بحيث يفقد صاحبها اي مصداقية اخلاقية وسياسية، الخ الخ، حصار اقتصادي ووعود كاذبة برفع العقوبات، وصولا إلى منع قيام اي شكل من أشكال الدولة…
لا شك ان الشرع وجماعته قد صُدموا من هول العدوانية الغربية ومن هول الصد والرفض وربما كذلك من هول التبعية التركية لهذا الغرب المجنون.
إذا صحّت الأنباء تكون مفاعيل الصدمة كبيرة إلى حد جعلت المسؤولين الجدد يقبلون ب”الأسدية” السابقة في مجال التموضع العالمي املا بالوصول إلى اعادة بناء الحد الادنى من الكيان السوري.
وتشكل هذه الخطوة، إذا صحّت، بداية استفاقة سنية إسلامية كبرى في العلاقات مع الغرب. لا بل هي تعبير عن قلق وخوف كبيرين يعتري هذه القرابة من مغبة القبول بتنفيذ كل ما يتمناه هذا الغرب الابادي والذي دخل في طور الجنون جراء التحولات في الكون.
صحيح ان الخطوة مفاجئة لكنها كانت متوقعة مع ذلك. فإلى اي مدى يمكن أهل السنّة ان يتحملوا أهوال هذا الجنون المنفلت؟
آمل ان تصح الأنباء كما آمل ان تكون مجرد بداية لخطوات عربية اخرى تعيد إلى العرب كرامتهم وماضيهم المجيد في النضال ضد الهيمنة ومن اجل التحرر الوطني.
ان التموضع في معسكر الصعود العالمي هو خطوة مباركة وايجابية وهي تشي بعمق المأزق الذي لا تعبر عنه جيدا مظاهر الانتصار الشكلي للغرب الناهب.
سبق واشرنا إلى ان النصر الأمريكي في سوريا ليس نهائيا ويبدو اليوم أننا لم نجانب الحقيقة كلياً.
عسى خيراً ..
* كاتب مقيم في باريس
يعبر عن رأي الكاتب