- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

بوتين: روسيا استعادت المبادرة ونحوتصعيد الهجوم في أوكرانيا

د. خالد العزي

في خطابه الأخير أعلن فلادمير بوتين عن استراتيجيتة الجديدة وهي تشير إلى عدم أي رغبة بالسير بخطة السلام لا مع اوكرانيا ولا مع الغرب!

رغم أنه في غمرة خطابه ذكر أن روسيا جاهزة دائمًا للحوار البناء مع الدول الكبرى إذا تم احترام سيادتها ومصالحها الاستراتيجية.

ولكن يبدو مما ورد في الخطاب أن الرئيس الروسي يريد شراء الوقت لاكمال سياسة الاطباق على شرق اوروبا والسعي إذا استطاع للسيطرة على كامل اوكرانيا!

التوسع في الخطابٍ الذي ألقاه خلال اجتماع موسع لوزارة الدفاع الروسية بتاريخ 17  ك١/ديسمبر 2025، أكد أن روسيا استعادت مكانتها كدولة ذات سيادة كاملة، مشيرًا إلى النجاح العسكري الكبير الذي حققته القوات الروسية في عمليتها العسكرية الثانية. وأوضح أن الجيش الروسي تمكن من استعادة السيطرة على أكثر من 300 قرية ومستوطنة منذ بداية العام، وأن قواته تتفوق على الجيش الأوكراني، الذي يعاني من تدهور تدريجي في قدراته العسكرية.

وتحدث بوتين عن تقدم القوات الروسية في مختلف المناطق، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة الروسية تتفوق على القوات الأوكرانية رغم أن هذهالأخيرة مدربة بشكل جيد ومزودة بأسلحة غربية. كما أشار إلى نجاح روسيا في اختراق دفاعات أوكرانيا وتوسيع مناطق سيطرتها بسرعة في الشهور الأخيرة. وأن روسيا تسير بخطى ثابتة نحو فرض سيادتها العسكرية في المناطق المحررة وتوسيع ما يشير إليه بـ”المنطقة العازلة الأمنية” على الحدود.

استراتيجية الجيش الروسي: تطور وابتكار

في سياق حديثه عن استراتيجيات الجيش الروسي، لفت بوتين إلى أن وزارة الدفاع ستواصل تحديث الجيش في الأعوام القادمة، مشيرًا إلى أهمية تطوير الأسلحة الحديثة مثل الطائرات المسيّرة، والروبوتات، والأسلحة الفرط صوتية. وأوضح أن روسيا ستسعى لتحديث الأنظمة الدفاعية بشكل غير مسبوق خلال العقد المقبل، مع التركيز على تعزيز القدرات النووية الاستراتيجية، وتعزيز قدرات القوات الجوية والبحرية.

وأكد الرئيس الروسي على تطوير الأنظمة غير المأهولة بشكل سريع، مشيرًا إلى أن القوات الروسية في طريقها لدمج الذكاء الاصطناعي بشكل أوسع في العمليات العسكرية. وأضاف أن هذا التحديث في التكنولوجيا العسكرية سيمكن الجيش الروسي من الحفاظ على تفوقه في ميدان المعركة، ويمنحه القدرة على مواجهة أي تهديدات محتملة.

الجيش الأوكراني: تدهور شامل

فيما يخص الوضع في أوكرانيا، أشار بوتين إلى أن الجيش الأوكراني يشهد تدهورًا ملحوظًا، مشيرًا إلى ظواهر الفساد المنتشر في الجيش الأوكراني. وقال بوتين إن الفارين من الخدمة العسكرية في أوكرانيا يمثلون مشكلة كبيرة للجيش، حيث تم فتح أكثر من 100 ألف قضية جنائية ضد الجنود الفارين. وبالمقارنة،

كما أشار بوتين إلى أن الفوضى في أوكرانيا تتزايد بشكل يومي، حيث تتفكك الدولة الأوكرانية تدريجيًا في ظل الضغوط العسكرية والاقتصادية. وقال بوتين إن هذا التدهور يتجسد في العديد من الظواهر الاجتماعية والاقتصادية داخل أوكرانيا، وشدد على الفساد المستشري والانهيار المؤسسي.

بالمقابل نوه بوتين بقواته وأشار بأنها تشهد “نهضة” وأن الجيش الروسي يتمتع بحوافز قوية تساهم في تعزيز روح المعركة.

السياسة الخارجية: تصعيد مع الغرب واستئناف الحوار مع أمريكا

من جانب آخر، تناول بوتين سياسة روسيا تجاه الغرب، حيث انتقد المسؤولين الأوروبيين بقوله أنهم يساهمون في تأجيج الصراع ضد روسيا. وقال إن العديد من المسؤولين الأوروبيين “يتناسون مسؤولياتهم”، واعتبر أنه من “المستحيل التوصل إلى اتفاق مع النخبة الحالية في أوروبا” لرفضهم التام للحوار مع روسيا.

في المقابل، رحب بوتين بالتقدم في العلاقات مع الولايات المتحدة تحت قيادة دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن موسكو ترغب في بناء علاقات متكافئة ومبنية على الاحترام المتبادل مع واشنطن.

وبحسب بوتين، فإن الخلافات مع أوروبا تعود إلى مصالح شخصية ضيقة لبعض المسؤولين، وليس إلى تهديدات حقيقية من روسيا. وأضاف أن روسيا جاهزة دائمًا للحوار البناء مع الدول الكبرى إذا تم احترام سيادتها ومصالحها الاستراتيجية.

تقرير وزير الدفاع: نتائج وتحولات ميدانية

وفي الاجتماع قدم وزير الدفاع الروسي، أندريه بيلوسوف، تقريرًا عن نتائج العملية العسكرية الروسية في عام 2025، و أكد أن القوات المسلحة الروسية حررت أكثر من ثلث المساحة التي كانت قد استحوذ عليها الجيش الأوكراني العام الماضي.

وفيما يخص الأسلحة الحديثة، أشار تقرير بيلوسوف إلى أن القوات الروسية اختبرت عشرات الأسلحة من طراز جديد في المعارك، مشيراً إلى مسيرات  “جيران-2” وأنظمة الروبوتات المتطورة. ووهو ما ساهم في تسريع الهجوم الروسي، مع تعزيز الدفاعات الجوية في مواجهة الهجمات.

تحديث الجيش الروسي حتى عام 2050

فيما يخص الخطط المستقبلية للجيش الروسي، أكد بوتين أن تحديث الجيش سيستمر بشكل مستمر حتى عام 2050. وستشمل الأولويات الاستراتيجية تكثيف البحث والتطوير في مجال الأسلحة غير المأهولة، والذكاء الاصطناعي، والطائرات المسيّرة. كما ستستمر روسيا في تعزيز قدراتها البحرية والجوية، مع التركيز على تطوير الأسطول البحري والغواصات.

وأنهى بوتين خطابه بالتشديد على أهمية ضمان حقوق العسكريين وعائلاتهم، موضحًا أن الدولة ستوفر كل الدعم الاجتماعي للمشاركين في العمليات العسكرية. كما أكد على أهمية تعزيز مكانة التعليم العسكري وضمان تقديم المزايا الاجتماعية للعسكريين بشكل استباقي.

* استاذ في كلية الإعلام في بيروت