- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

ما هي البنود العشرين التي كشف عنها زيلينسكي

بيروت: د. خالد العزي

في تطور جديد على صعيد الحرب الأوكرانية، كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن تفاصيل الخطة المكونة من 20 بندًا، التي تم التوافق عليها بين أوكرانيا والولايات المتحدة، والتي يمكن التباحث حولها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأوضح زيلينسكي أن هذه البنود تشمل العديد من القضايا الجوهرية التي تم العمل على تنسيقها مع الحلفاء الغربيين، وتضع الأسس لمفاوضات حاسمة مع روسيا في مستقبل قريب.

وأضاف زيلينسكي أن التوصل إلى اتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا، بمشاركة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، سيتضمن تغييرات هامة في وضع التعبئة العسكرية في أوكرانيا، حيث ستتم مناقشة إمكانية إلغاء التعبئة أو تنفيذها جزئيًا، وذلك اعتمادًا على سير المفاوضات ونجاح الاتفاق. كما شدد على أهمية الحفاظ على قوة الجيش الأوكراني وعدم فقدان المواقع الاستراتيجية في حال تنفيذ الاتفاق.

في نفس السياق، أشار زيلينسكي إلى وجود قائمة تحتوي على حوالي 500 طفل أوكراني مختطف، تم احتجازهم في روسيا، وهو ما يمثل أحد الأبعاد الإنسانية المقلقة في النزاع المستمر. كما أفاد بأن هناك إمكانية لعقد محادثات بين الولايات المتحدة وروسيا، حيث ستكشف المزيد من المعلومات حول هذه التطورات في وقت لاحق من اليوم.

يمكن الوقوف أمام البنود التي عرضها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والتي تم التوافق عليها مع الولايات المتحدة، حيث تتناول هذه البنود العديد من القضايا السياسية والعسكرية الجوهرية التي تشكل أساسًا للمفاوضات المستقبلية مع روسيا. وفقًا لما تم الكشف عنه، تشمل هذه البنود ما يلي:

زيلينسكي يكشف 20 نقطة من “الوثيقة الأساسية حول نهاية الحرب

1-أوكرانيا دولة ذات سيادة، وجميع الموقعين على الاتفاقية يؤكدون ذلك بتوقيعاتهم.

2-اتفاقية عدم اعتداء غير قابلة للنقاش مع آلية مراقبة للكشف المبكر عن الصراعات المحتملة والقضاء عليها.

3-سوف تحصل أوكرانيا على ضمانات أمنية قوية.

4-سيبقى عدد القوات المسلحة عند مستوى 800 ألف في زمن السلم.

5-ستقدم الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وأوروبا لأوكرانيا ضمانات أمنية تعكس المادة الخامسة.

6-ستكرس روسيا سياسة عدم الاعتداء تجاه أوروبا وأوكرانيا في كافة القوانين ذات الصلة، وجميع وثائق التصديق اللازمة، ولا سيما في مجلس الدوما.

7-سوف تصبح أوكرانيا عضوًا في الاتحاد الأوروبي في وقت محدد، وسوف تحصل على امتياز الوصول على المدى القصير إلى السوق الأوروبية.

8-حزمة قوية من التنمية العالمية لأوكرانيا – تتعلق على وجه الخصوص بمجموعة واسعة من المجالات الاقتصادية وإعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب.

9-سيتم إنشاء أموال لاستعادة الاقتصاد الأوكراني، وإعادة إعمار المناطق المتضررة، والقضايا الإنسانية بمشاركة 800 مليار دولار على حساب رأس المال، والمنح، والتزامات الديون، ومساهمات القطاع الخاص.

10بعد إبرام هذه الاتفاقية، ستقوم أوكرانيا بتسريع عملية إبرام اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة.

11-تؤكد أوكرانيا أنها ستبقى دولة خالية من الأسلحة النووية، وفقًا لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

12-محطة زابوريجا النووية لانتاج الكهرباء: ولم يتم التوصل إلى حل وسط بشأن هذه المسألة. يعرض الاتفاق إدارة مشتركة بين أوكرانيا والولايات المتحدة والروس – وتحصل الأطراف الثلاثة على الأرباح بنسب “33% لكل طرف.

الاقتراح التوفيقي الذي تقدمت به أوكرانيا: يتم تشغيل محطة الطاقة النووية بشكل مشترك بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بنسبة 50 إلى 50. ولكن 50% من الطاقة الكهربائية المولدة تُمنح لأوكرانيا، وتتولى الولايات المتحدة بشكل مستقل تحديد توزيع الـ 50% المتبقية.

13-تتعهد أوكرانيا والاتحاد الروسي بتنفيذ برامج تعليمية في المجتمع من أجل التفاهم والتسامح بين الثقافات المختلفة وتجنب الأحكام المسبقة. ستنفذ أوكرانيا قواعد الاتحاد الأوروبي بشأن التسامح الديني وحماية لغات الأقليات.

14-في مناطق دونيتسك ولوغانسك وزابوروجيا وخيرسون، يعتبر خط انتشار القوات في تاريخ هذا الاتفاق خط صراع معترف به بحكم الأمر الواقع.

15-بعد الاتفاق على الاتفاقيات الإقليمية المستقبلية، يتعهد كل من الاتحاد الروسي وأوكرانيا بعدم تغيير هذه الاتفاقات بالقوة، ولكن دبلوماسيًا فقط.

16-لن تمنع روسيا أوكرانيا من استخدام نهر دنيبرو والبحر الأسود لأغراض تجارية. الأمر يتعلق بحرية الملاحة والنقل. وكجزء من هذه الاتفاقية، سيتم نزع سلاح منطقة كينبورن سبيت.

17-سيتم إنشاء لجنة إنسانية لإعادة أسرى الحرب، حسب مبدأ «الكل مقابل الكل»بمن فيهم الرهائن المدنيين المدانين منذ عام 2014، ومن بينهم الأطفال والسجناء السياسيون. وكذلك حل مشاكل ومعاناة ضحايا الصراع.

18-ينبغي لأوكرانيا إجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن بعد التوقيع على الاتفاق.

19-سيكون هذا الاتفاق ملزمًا قانونًا وسيشرف عليه مجلس السلام برئاسة الرئيس ترامب. وسيتم توفير العقوبات على الانتهاكات.

20-بمجرد موافقة جميع الأطراف على هذا الاتفاق، يدخل وقف إطلاق النار الكامل حيز التنفيذ على الفور.

في ضوء التطورات الأخيرة، تظل إمكانية التوصل إلى توافق بين الولايات المتحدة وروسيا حول خطة السلام الأوكرانية مسألة معقدة وتحمل العديد من التحديات. رغم الجهود الدبلوماسية المكثفة التي يبذلها البيت الأبيض والمفاوضات المستمرة، لا يزال السؤال الأبرز هو ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيوافق على توقيع الخطة.

فالكرملين أشار بوضوح إلى وجود العديد من البنود التي تحتاج إلى مناقشة وتعديلات، مما يعكس تعقيد الموقف ورغبة موسكو في ضمان مصالحها الأمنية والسياسية في أي اتفاق نهائي.

إلى جانب هذا، يبقى الأمل قائمًا في أن تُسهم هذه المفاوضات في الحد من التصعيد وإيجاد حلول دائمة للنزاع الذي أثر بشدة على المنطقة والعالم. ومع ذلك، سيكون من الضروري مراقبة كيفية تطور المواقف الروسية والأوكرانية على الأرض، ومدى استجابة كل طرف للضغوط الدولية والمحلية.

تبقى الأسئلة حول نية الكرملين في توقيع الاتفاق على الطاولة. في حين أن المفاوضات تسير على قدم وساق، يشير الموقف الروسي إلى أن موسكو قد لا تكون مستعدة للموافقة على خطة السلام كما هي، بل قد تسعى لتعديلها بما يحقق مصالحها الاستراتيجية، لا سيما في ما يتعلق بمطالبها حول توسع الناتو، وضمانات أمنية، والسيطرة على أوكرانيا ككل.

من خلال رفض توقيع اتفاقيات تتضمن بنودًا تُعتبر حساسة بالنسبة لروسيا، مثل مسألة حياد أوكرانيا ورفع العقوبات، قد يكون الكرملين في الواقع يشتري الوقت ويضغط للحصول على المزيد من التنازلات.

السؤال هل ما زال بوتين يضع في حساباته السيطرة على كامل أوكرانيا، في هذه الحال هو الهدف الذي قد يجعل التوقيع على أي اتفاقية غير مرضٍ بالنسبة له في ظل استمرار التصعيد العسكري.

د. خالد العزي