- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

سنة اولى ثورة: الميليشيا هي القانون

نجاة شرف الدين

احتفلت ليبيا في السابع عشر من شباط بمرور عام على بداية ثورتها، مرت الاحتفالات من دون ضجيج، رغم اصوات أبواق السيارات التي انطلقت في الشوراع وفي مختلف المدن حتى ساعات الصباح، وامتزجت باصوات المفرقعات والرصاص، الا ان كل هذه الأصوات لم تستطع ان تحجب صور الخوف والقلق الظاهر في عيون الليبيين على مستقبلهم.

في بنغازي كانت الشرارة الاولى، وبعد مرور خمسة اشهر على مقتل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، لا تزال ليبيا تعيش انقسامات حادة بين المناطق والقبائل ولم تتمكن الحكومة الانتقالية من ايجاد حلول لموضوع السلاح المنتشر بين أيدي الثوار على الرغم من الكلام الذي صدر عن دمج جزء اساسي منهم في الجيش الوطني الذي سيتشكل، كما لا يزال التنافس قائماً بين بنغازي وطرابلس، وهو ما ظهر جلياً من خلال الزيارات الخاطفة، المتسللة، الى بنغازي، لكل من رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل ورئيس الحكومة عبد الرحيم الكيب، خوفا من ردود الفعل الغاضبة لليبيين، الذين يعتبرون، ولا سيما اهالي بنغازي، أن أحداً لم يقدم لهم شيئاً حتى الان على مستوى الخدمات وبناء المؤسسات، كما ان المجلس لم يستطع ان يوقف التصرفات الميليشياوية في المدن.

الاعلام، ولاسيما الغربي، الذي رسم صورة غير وردية بالنسبة لليبيا، توقف في تغطيته للذكرى الاولى للثورة عند مسألة السلاح ومخاطر الحرب الاهلية، التي لم يتم تجاوزها. ركز أيضاً على التقارير التي تصدر عن عدد من المنظمات والمؤسسات الدولية لحقوق الانسان، والتي تتحدث عن عمليات التعذيب للسجناء وهي ادت مؤخراً الى مقتل ١٢ معتقلاً تحت التعذيب، وهو ما جعل منظمة “اطباء بلا حدود” تطلب وقف عملها في مصراتة نتيجة الممارسات التي تقوم بها الميليشيات على الارض مع السجناء.

تتفق وسائل الاعلام على اعتبار ان الميليشيا هي التي تصنع القوانين في المدن والمناطق الليبية.  وفي استطلاع اجراه معهد العلوم الانسانية في جامعة اكسفورد، فإن واحداً من كل ثلاثة ليبيين يفضل قيادة الشخص الواحد القوي ( one man rule) على اعتناق الديموقراطية، وهي تتحدث عن ان الليبيين لم يطوروا ثقتهم باتجاه احزاب سياسية، رغم انهم يعبرون عن إيمانهم بالإدارة الجديدة التي خلصتهم من القذافي .

رحل القذافي، وبقيت العقلية القذافية، الميليشياوية، منتشرة بين الليبيين، تهدد وحدتهم ووحدة بلدهم، وهو ما ظهر في الخلافات القائمة على التعيينات العسكرية والأمنية للمسؤولين بين طرابلس وبنغازي، وهي ان استمرت، سنصل الى ذكرى السنة الثانية للثورة، ومرة اخرى تكتفي الاحتفالات بالصلاة على الشهداء الذين سقطوا في ليبيا.