- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

يوميات بابا عمرو: انتظار الموت

تكدّس في الملاجئ

قليلة هي المعلومات التي تخرج عن الأوضاع في حي بابا عمرو في حمص، غير أن ما يتحدث عنه سكان، تمكنوا من الفرار، يشير إلى وضع ماساوي في هذا الحي الذي يعيش اسبوع الثالث تحت القصف.

وبحسب تقرير لوكالة “رويترز”، يقول سكان إن كل أربع أو خمس عائلات في حي بابا عمرو بحمص يتكدسون في منزل واحد، حيث يعتمدون على مياه الامطار التي يجمعونها في الصراع من أجل البقاء بعد أسبوعين من القصف المدمر من قبل القوات السورية ويشاهدون الجرحى من الاصدقاء والاقارب يموتون بسبب نقص الادوية.

ويقول البعض إن الموت جوعاً خطر حقيقي ويتهمون العالم بالتخلى عنهم امام قصف الجيش الذي يقولون انه أسفر عن مقتل العشرات واصابة 2000 اخرين بجراح. ومع انعدام فرص الفرار، هجرت الكثير من الاسر منازلها في الضواحي وتقهقرت بشكل أكبر الى قلب الحي المدمر بمدينة حمص في غرب الوسط السوري، حيث يتجمع عشرات الاشخاص في منازل وشقق سكنية صغيرة.

ويواجه من ينجون من القصف نقص الغذاء والمياه الذي يقولون انه يتفاقم بشكل متعمد بسبب اطلاق قناصة الحكومة النار على خزانات المياه. ويشعرون بالخوف من مغادرة المنازل والملاجئ.

وقال احد سكان بابا عمرو، يدعى ابو بكر ويلوذ بمنزل يتألف من غرفتين مع 25 شخصا اخرين، “نجمع مياه الامطار في الجرار والاوعية”. واضاف “ننام بالتناوب البعض خلال النهار واخرون أثناء الليل بسبب عدم وجود مساحة كافية”. ومضى قائلا ان النساء اللائي وضعن حديثاً غير قادرات على ارضاع أطفالهن بعد أن جفت أثداؤهن من الصدمة، موضحا “بعض النساء تطوعن لارضاع هؤلاء الاطفال لكن الى متى.. حياتهم في خطر”.

ويقول نشطاء إن القصف دمر العديد من المنازل في الحي الفقير الذي يقطنه 80 ألف نسمة وتحولت المستشفيات الميدانية القليلة التي أقيمت منذ أشهر الى اطلال. وأضافوا أن طبيبين على الاقل وممرضتين قتلوا في القصف ولم يبق في بابا عمرو سوى طبيبين أو ثلاثة.

وتحولت بعض المنازل الى مستشفيات مؤقتة لكن نقص الامدادات الطبية والعاملين يعني أنه ليست هناك مساعدة تذكر يمكن تقديمها للجرحى. وقال ساكن اخر في حي بابا عمرو، رفض نشر اسمه، “نرقب الجرحى وهم يموتون. كل ما نفعله هو استخدام قطعة من الملابس لتغطية جراحهم ثم مشاهدتهم وهم يموتون”. وأضاف “لقد فقدنا الكثير من الناس وكل يوم يموت أصدقاء وأقارب أمام أعيننا.. ليس بامكاننا فعل اي شيء”. وقال ناشط استخدم اسم ماركس “اذا لم يمت الناس من القصف فسوف يموتون من الجوع قريبا”.

واغلقت الاسواق بعد نفاد الامدادات ويعيش السكان على الباذنجان المخلل والزيتون والخبز الجاف. ويقول سكان ان الخضراوات واللحوم أصبحت ضرباً من الترف. وقطعت خطوط الهاتف والانترنت.

ويبث النشطاء لقطات حية ويحملون مئات من أشرطة الفيديو على موقع يوتيوب تظهر كثافة القصف والدمار والموت والجرحى. لكنهم لا يزالون يشعرون بأنهم فشلوا في اجتذاب اهتمام العالم. ويقولون ان القوى الخارجية لم تتخذ بعد اجراءات لوقف القتل أو حتى السماح بممرات آمنة لاجلاء النساء والاطفال والمصابين بجروح خطيرة. وقال احمد “تخلى العالم عنا ونحن وحيدون… لا احد يهتم بما يحدث لنا”.

ويتزايد الغضب أيضاً من المعارضة السورية التي يقول السكان انها تقف موقف المتفرج من المذبحة. واضاف ماركس “نشعر ان المعارضة خذلتنا… الجميع يخدعوننا ويستغلوننا لمصالحهم الخاصة ونحن الذين ندفع الثمن”.