- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

‫صراع ثقافات بين قطر ومونبيليه

يونس بلهندا يسجل لمونبيليه

يعرف العرب مونبيليه (Monpellier) بسبب كلية الطب التي درس فهيا عدد كبير من أطباءهم والتي يتوسط ساحتها تمثال لـ«أبي الطب ابن سينا». ويعرف العرب قطر لأنها إمارة غنية (جداً) وتتحرك على ساحة السياسات العربية بما يتجاوز حجمها المتواضع وبشكل يتناسب مع ثراءها الفاحش، ولأنها لا تكتفي بالاستثمارات المالية الكلاسيكية فيه اسست لدخول معترك الاستثمارات الرياضية عبر مؤسسة قطر للاستثمارات الرياضية (QSI) الذي اشترى فريق سان جيرمان الباريسي (Paris Saint Germain) العريق.
العلاقة بين قطر ومونبيليه تمر عبر الدوري الفرنسي حيث يتنافس الفريقان على المركز الأول وعند كتابة هذه السطور وبعد٢٤ مباراة لكل منهما، وبعد التعادل بينهما على ملعب الفريق الباريسي (٢-٢) فإن مونبليه تحتل المركز الثاني بـ٥٠ نقطة بينما يحتل المركز الأول سان جيرمان بفرق نقطة واحدة (٥١) وكاد يتراجع في المبارة الأخيرة إلى مركز الوصيف.
كان الجميع يعتقد أن «الوحش» الباريسي سوف «يلتهم» لقمة سائغة الفريق الصغير في المباراة الأخيرة. العكس هو الذي حصل وتصبب رجال مؤسسة الاستثمار القطرية، ومعهم مدرب الفريق كارلو أنشلوتي، عرقاً بارداً حتى الدقيقة ٨٨ عندما جاء هدف التعادل بعد تسديدة  لغيوم هوارو (Guillaume Houarau).
تنافس قوي رغم أن كل شيء يميز الفريقين: ميزانية الفريق الباريسي بمئات ملايين اليورو بينما ميزانية الفريق «الآتي من الريف» ٣٦ مليون يورو. يعتمد سان جيرمان على المحفظة القطرية لشراء لاعبين فصرف هذه السنة  ١٠٥ مليون يورو بينما يعتمد مونبيليه على مركز تدريب خاص به ويدفع بلاعبيه الشباب إلى الملعب و اكتفى بـ … مليونين يورو مصروف على اعبين جدد. معاش مدرب سان جيرمان أنشلوتي ٥٠٠ ألف يورو في الشهر بينما يكتفي مدرب مونبيليه رينيه جيرار (René Girard) بعشر هذا المبلغ شهريا (٥٠ ألف يورو) ويبرر ذلك بقوله «المال ليس كل شيء ولا يفعل الانتصارات».
حتى أسلوب إدارة النادي تختلف فنادي سان جيرمان تشبه إدارته إدارة مصرف كبير أو شركة استثمارات مع سياسة تسويق حديثة تستعمل كل ما يوفره علم الإعلان والتواصل الحديث، يعتمد فريق مونبيليه على إدارة «رياضية تعتمد على أعضاء النادي» وعدد محدود من الموظفين. وفي حين أن أجواء غرف لاعبين نادي سان جيرمانقبل وبعد المباريات تذكر بغرف تغيير ملابس النجوم في هوليود فإن البساطة هي طابع فريق مونبيليه حيث يتدافع بعد المباراة أعضاء النادي وأهالي الشغوفين بلعبة كرة القدم في أجواء احتفالية. وينتقل لاعبو الفريق «الريفيس بالباصات أو بسيارات المعجبين من الأهالي، بينما تشكل ميزانية الموصلات لفريق سان جيرمان قسماً كبيراً من مصاريفه إلى جانب «تأمين حرس خاص للاعبين والمدرب».
انه صراع بين ثقافتين واسلوبين وهذا ما يزيد شغف محبي الكرة ويضاعف التشويق عند تتبع الكرة المتوجهة إلى شباك الأهداف: شكرا قطر.