إسرائيل تُشعل صراع الغاز في المتوسط

تركيا قد تبدأ عمليات التنقيب عن النفط والغاز في البحر بالاتفاق مع شمال قبرص، هكذا أعلن  رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان. قبرص بدأت التنقيب عن النفط والغاز. تركيا تتحدى قبرص اليونانية وأوروبا، وقبرص اليونانية تتحدى تركيا وقبرص التركية مدعومة من أوروبا. يأتي ذلك في غمرة نزاع متصاعد بشأن حقوق التنقيب عن الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط. إلا أن لهذا النزاع صدى يتجاوز حدود جزيرة قبرص المشطورة، وينغمس بقوة في الصراع العربي الاسرائيلي بشكل عام والخلاف القائم مع لبنان.

تعارض تركيا اتفاقاً وقعته قبرص واسرائيل العام الماضي بشأن منطقة اقتصادية خاصة ترسم الحدود البحرية وتحدد حقوق التنقيب عن الموارد الطبيعية. إذ أعلن أردوغان أن الجيش التركي سيراقب الأنشطة في المنطقة مستخدماً الطائرات والفرقاطات وزوارق الطوربيد، وإن تركيا سوف تقوم بخطوات خلال أسابيع للبدء بالتنقيب بدورها، واصفاً المنطقة بأنها «منطقة حصيرة اقتصادية».
ومن جهته، حذر الرئيس القبرصي ديميتريس كريستوفياس يوم الأحد تركيا من تنفيذ تهديداتها. وقال «سنواصل ممارسة حقوقنا السيادية التي تتضمن التنقيب عن الموارد الطبيعية دائماً في اطار القانون الدولي».

وكانت حكومة القبارصة اليونانيين، المعترف بها دولياً والتي تمثل جزيرة قبرص في الاتحاد الاوروبي، قد منحت شركة أميركية امتياز التنقيب عن النفط والغاز في منطقة بحرية جنوب شرقي الجزيرة. وتقول تركيا، التي تدعم جمهورية قبرص التركية في شمال الجزيرة، إن أي ثروات طبيعية “تخصّ الشطرين معاً”. ورأت أن مشاربيع قبرص «استفزاز».

لدى تركيا القوة العسكرية، ولكن لدى قبرص اليونانية، أوراقاً قوية تلعبها، منها مثلاً الاعتراض على دخول تركيا إلى الاتحاد الاوروبي. بالمقابل فإن تركيا تهدد بتجميد علاقاتها مع الاتحاد الاوروبي إذا حصلت قبرص على رئاسة الاتحاد في النصف الثاني لعام 2012، أي بعد أقل من سنة.

وبين أوروبا وتركيا توجد قوة ثالثة كانت وراء تأجيج هذا الصراع: إسرائيل. فقد كانت وراء إبرام أول صفقة مع شركات تنقيب، واستفردت بترسيم حدودها البحرية التي تقضم الحدود البحرية لكل من لبنان ومصر، وقادت الضغوط الأوروبية على قبرص، التي وقعت اتفاقاً مع إسرائيل يكرس هذا القضم الأحادي الجانب.

ماذا سيحصل الاسبوع المقبل، وخصوصاً أن التوتر قائم بين إسرائيل وتركيا؟ ما هي انعكاسات هذا الملف على موقف تركيا من مجمل ملفات المنطقة من سوريا إلى فلسطين مروراً بحزب الله في جنوب لبنان، الذي يهدد بالويل والثبور في حال بدأت إسرائيل بالتنقيب في المياه الإقليمية اللبنانية؟ وما هو موقف النظام المصري الجديد من التوجه الإسرائيلي، الذي فقد حليفيه في المنطقة فلم يعد يعطي أي اعتبار لمصالح مصر وتركيا. اسرائيل تفضل الهروب إلى الأمام واللجوء إلى تحالفات أوروبية، علماً أن حلفها مع واشنطن قوي لدرجة أن هذه الأخيرة لم تتردد من دعم تل أبيب بإعلانها «حق إسرائيل بالتنقيب في مياهها الإقليمية».
(أخبار بووم)