اضطرت القوات الأميركية في أفغانستان لاستعمال طائرات هليكوبتر وقذائف ضوئية لتفريق مئات الافغان الغاضبين الذين احتشدوا خارج القاعدة العسكرية الامريكية الرئيسية في أفغانستان يوم الثلاثاء بعد تقارير عن احراق القوات الاجنبية عددا من مصاحف القرآن والمطبوعات الدينية.
وأصدر وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا اعتذارا عن “المعاملة غير اللائقة” لكتاب الاسلام المقدس في القاعدة في محاولة لاحتواء الغضب بسبب الحادث الذي يمثل كارثة علاقات عامة بالنسبة لواشنطن في الوقت الذي تحاول فيه تهدئة الاوضاع في البلاد قبل انسحاب القوات الاجنبية في عام 2014.
وردد المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني صدى هذه التصريحات في وقت لاحق وقال في بيان موجز “اننا نعتذر للشعب الافغاني ونستنكر مثل هذا السلوك بأشد العبارات الممكنة.” وقال مكتب الحاكم الاقليمي في بيان ان المتظاهرين بدأوا التجمع بعدما عثر عمال افغان على بقايا متفحمة لنسخ من القرآن بينما كانوا يجمعون القمامة من قاعدة باجرام الجوية.
وقال مراسلو رويترز بموقع الحادث ان أكثر من 2000 افغاني احتشدوا خارج بوابات عدة للقاعدة وهي المركز الرئيسي لقوات حلف شمال الاطلسي التي تقودها الولايات المتحدة وتقع الى الشمال مباشرة من العاصمة كابول واخذ المتظاهرون يرددون شعارات معادية للاجانب ويلقون حجارة.
وادان الرئيس الافغاني حامد قرضاي وحركة طالبان في أفغانستان الحادث وقالا ان قيم الاسلام “أهينت.”
وقال مسؤول أمريكي كبير تحدث إلى وكالة الأنباء «رويترز» شريطة عدم الكشف عن هويته ان الموظفين في قاعدة باجرام قرروا ازالة “الاعمال الادبية المتطرفة” وغيرها من المواد المتبقية في مكتبة بمركز اعتقال في القاعدة.
وقال المسؤول “نقلت (المواد) من المكتبة لسبب وجيه لكن جرى التخلص منها بطريقة سيئة.” واضاف “كان هناك انهيار في الحكم على هذه المسألة لكن لم يكن هناك انهيار في احترامنا للاسلام.”
وفي بيان اصدرته وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) قال بانيتا ان حلف شمال الاطلسي امر باجراء تحقيق في هذا الحادث “المؤسف للغاية.” واعتذر الجنرال جون الين أكبر جنرالات حلف الاطلسي في افغانستان عن “الافعال” في القاعدة وقال ان امرا جديدا صدر لجميع قوات التحالف في أفغانستان للمشاركة في التدريب على التعامل السليم مع المواد الدينية. وقال الين قائد قوة المعاونة الامنية الدولية (ايساف) “لم يكن هذا متعمدا بأي حال من الاحوال.”
واضاف “اقدم خالص اعتذاري عن اي اساءة يمكن ان يكون قد سببها ذلك للرئيس الافغاني ولحكومة الجمهورية الاسلامية الافغانية والاهم من ذلك لشعب أفغانستان النبيل.”
وقال احد المتظاهرين الذي يملك متجرا بالقرب من قاعدة باجرام ويدعى زماري (30 عاما) “نريد أن يخرجوا من بلادنا الآن.” وقال احد المحتجين ويدعى حاجي شيرين عند المجمع شديد التحصين الذي يضم 30 الفا من القوات الاجنبية والمدنيين “نحن الافغان لا نريد هؤلاء المسيحيين والكفار فهم عدو أرضنا وشرفنا وقراننا.” واضاف “أدعو جميع المسلمين للتضحية بأنفسهم من أجل سحب هذه القوات من هذا التراب.”
وأدان مكتب قرضاي الحادث وقال ان الرئيس قد عين وفدا من كبار رجال الدين للتحقيق في كيفية وقوع الحادث. وجاء في بيان من مكتب قرضاي “بناء على التقارير الاولية تم احراق أربع نسخ من القرآن الكريم وتعرضت أقدس قيم (الاسلام) للاهانة.”
وأدانت ايضا حركة طالبان الافغانية هذا الحادث بشدة.
وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان في بيان بالبريد الالكتروني “منذ غزو الامريكيين الحيوانات لافغانستان هذه تقريبا المرة العاشرة التي يحطون فيها من أقدس قيم المسلمين.”