- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

لاجئو فلسطين يراقبون “الدولة”… ويريدون “العودة”

غزة ــ سناء كمال
منذ انتهاء الانتداب البريطاني في العام 1947 والإعلان عن قيام دولة إسرائيل فوق الأراضي الفلسطينية، ما أدى إلى تشريد أكثر من ربع مليون فلسطيني إلى الدول العربية المجاورة، والفلسطينيون يحلمون بالعودة إلى ديارهم والإعلان عن دولتهم المستقلة التي طالما قدموا التضحيات لها من شهداء وجرحى وأسرى.
تجمّع كبار السن في أزقة حارات المخيمات بات سمة الحياة اليومية لهؤلاء اللاجئين، الذين ينشغلون اليوم في نقاش استحقاق التوجه إلى الأمم المتحدة. ورغم أهميّة الخطوة ومفصليتها، إلا أن هناك من يحمل راياً معارضاً لها، ومن يتّفق معها ، ولكل وجهة نظر.
يقول أبو محمد صيام (85 عاماً) من بلدة الجورة، وهو يجلس وسط مجموعة من رفاقه “الختايرة” على أبواب بيوتهم، إن الدولة بالنسبة له تكمن بعودته إلى دياره، ويستطيع زراعة أرضه وحصد محاصيلها ، والتوجه إلى البحر ليصطاد السمك، الذي طالما أحبه.
تعود الذاكرة بأبو محمد أعواماً إلى الوراء، وهو يحمل مفتاح منزله الذي طرد منه عنوة، ويقول: “حلمي أن أفتح داري بهذا المفتاح، لكن يبدو أن الأحزاب والقادة الفلسطينيين سيحرموننا من حلمنا، نتيجة مشاحناتهم الدائمة، حتى أصبحوا جميعهم هزيلين لا يستطيعون حماية أنفسهم، ما بالك تحرير أراضينا المسلوبة”.
ويبدو التشاؤم واضحا على ملامح أبو محمد، وأيضاً رفاقه، إذ يقول أبو أكرم، وهو يربت على يد رفيق دربه بالهجرة والحياة معاً، “كنا بالماضي كلنا ايد واحدة ما فيش عنا فتح وحماس، ولا بتهمنا شو نوعية الفصائل، لكن المهم كيف ندافع عن أرضنا وكيف نقدر نرجع إلها، أما هلقيت شكلنا راح نموت وهما لسة مش متصالحين ولا جايبين النا حقوقنا، الكل بشتغل على هوا ما بحكيله عقله، أبو مازن بحاول يجيبلنا دولة، كل اللي بايدنا هو نستنى المهم ما يفرط بحقوقنا وعودتنا لديارنا، وقتها بس فينا نحكي إنه بطل”.
ويستطرد أبو أكرم: كل ما أتمناه من الدولة هو أن أدفن في تراب بلدي، في المكان الذي ولدت فيه، وان يتمكن أولادي وأحفادي من زيارتي هناك”.
عبد الرحمن عمر يعيش في مخيم الشابورة في مدينة رفح جنوب القطاع، يرى بأنه يعيش في وطنه طالما يستنشق التراب الفلسطيني، رغم الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها، كعامل فلسطيني حرم من العمل نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، وكذلك الانقسام الفلسطيني الذي أثر سلباً على كافة مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
ويعتقد عبد الرحمن أنه يجدر بالفلسطينيين القبول بدولة فلسطينية يتم الإعلان عنها في الأمم المتحدة في الوقت الراهن ليحصلوا على الاعتراف الدولي، ومن ثم يتم ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي من خلال القضاء على التعصبات السياسية، وانهاء الانقسام، والتفرغ بشكل كامل لتحرير باقي الأراضي الفلسطينية من يد الصهاينة.