- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

واشنطن-باريس: فلسطين عامل انتخابي

بسام الطيارةنقطة على السطر

واشنطن ــ باريس: فلسطين عامل انتخابي

بسّام الطيارة
تبدو الأمور في نيويورك وكأن الرئيس الأميركي باراك أوباما “سعيد” بإصرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس على تقديم طلب عضوية فلسطين أمام مجلس الأمن. “سعادة” ليست نابعة من حب فلسطين ولا نصرة للحق، بل فقط لأن مستشاريه السياسيين والانتخابيين أسرّوا في أذنه أن وضع فيتو على الطلب الفلسطيني يساعده في اجتياز قطوع الانتخابات الرئاسية المقبلة. ويسمح له بمحو “صورة المحابي للعرب”، ويساعد الناخب الأميركي على تناسي اسمه الثلاثي الموجود على هويته ودفتر قيادة السيارات: باراك حسين أوباما!
الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، رغم كل الانتقادات التي يوجهها لأوباما في مجالسه الخاصة، يراقب عن قرب هذه الاستراتيجية الأميركية ليرى ما إذا كان يمكن له أن يسقطها على وضعه الانتخابي التعيس. إلا أن كل معطيات الساحة الانتخابية الأميركية لا يمكن اسقاطها على الساحة الفرنسية لأسباب عديدة، منها أولاً أن «اللوبي اليهودي» في فرنسا قد يتفق على ضرورة دعم إسرائيل، ولكنه يصطف انتخابياً بين اليمين واليسار مع تفضيل بارز لهذا الأخير. ثم أنه بخلاف النظام الانتخابي الأميركي “الغريب”، حيث يمكن لأقلية التأثير في تكتلات ناخبة كبرى بشكل حاسم، فإن نظام الانتخابات الرئاسية الفرنسية يعتمد على مبدأ “ناخب = صوت”، وبالتالي فإن استهداف الفرنسيين من أصول عربية أو فرنسيين مسلمين يدعمون عادة القضية الفلسطينية قد لا تكون عملية ذكية جداً.
إلا أن بعض المستشارين يسرّون في أذن ساركوزي أن هؤلاء الفرنسيين لا يتوجهون إلى الصناديق الانتخابية ويذكّرون كيف صوّت هؤلاء لسيغولين رويال في الدورة الأولى… وذهبوا يلعبون في ساحات الضواحي في الدورة الثانية. وأن الجوامع والمدرسات الدينية، التي يتوسع انتشارها في فرنسا، يمكنها نقل “كلمة السر” التي يرسلها ممولوها، أغنياء النفط، الذين يرون في ساركوزي “رجلاً” يمكن الاعتماد عليه.
كل هذا يفسر تردد فرنسا في ما يجب عمله في نيويورك واختباءها وراء ثلاث حجج واهية لا تعني شيئاً خارج إطار المعالجة الألسنية: المحافظة على أفق التفاوض وتجنب معركة دبلوماسية والمحافظة على وحدة القرار الأوروبي. عظيم ولكن أين فلسطين؟