- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

سوريا: هل انقلاب هو الحل؟

لم يسبق لصحيفة «كنار أنشينيه» (Le Canard enchaîné) أن نشرت خبراً وجاء تكذيب له. ليس فقط في الفضائح السياسية أو في الملفات القضائية، ولكن أيضاً في القضايا العسكرية، فهي لها مصادر عجزت الإدارات المتعاقبة عن «إقفال باب التسريبات» لهذه الصحيفة التي تعيش فقط من مبيعاتها والتي ترفض الإعلانات.
«كنار أنشينيه» سبق لها وتحدثت عن «وحود قوات بريطانية في سوريا»: لم يكذبها أحد، لا بل أن صحيفة “الأندبندنت” (The Independent) البريطانية أكدت بعد أيام هذا الخبر من مصادر عسكرية بريطانية. اليوم تتحدث الصحيفة عن حل في سوريا يمر عبر ‫انقلاب عسكري على النظام بعد أن برز تماسك المنظومة العسكرية وصعوبة خلع النظام بكامله. وتقول الصحيفة إن لقاءاً جمع ممثلين عن استخبارات عدد من الدول العربية والغربية حصل في تونس خلال انعقاد مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» وتدارس هذا الأمر «بجدية».
‫وحسب المصادر الفرنسية، فإن هذا الاجتماع ضم إلى جانب ممثلي الاستخابرات الفرنسية، كلاً من ممثلي استخابرات الولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا والسعودية وقطر. وأن محور الحديث كان انقلاب «من باطن النظام».
‫وفي غياب أي إمكانية للحصول على ضوء أخضر من مجلس الأمن في ظل التشدد الروسي والصيني، وعدم رغبة الحلف الأطلسي بتكرار «سيناريو كوسوفو»، فإن محاولة استدراج عدد من الضباط للانقلاب على رأس هرم السلطة القميعة تم تداوله بين المجتمعين. وحسب مصادر استخاباراتية ذكرتها الصحيفة فإن «المعارضة المنقسمة اليوم» تدفع نحو تعميق البحث عن حلول أخرى منها الانقلاب التي تبدو الدول النفطية مستعدة لتمويله.
‫وذكرت مصادر أوروبية نقلاً عن «أصداء من نيويورك» أن الروس «لمحوا» خلال المشاورات الأخيرة بإمكانية دعم «حركة عسكرية داخل النظام تضمن حقوق الأقلية العلوية ولا تتسبب بانهيار الدولة»، وهو ما تفسره هذه المصادر بأنه سعي روسي «لمواكبة التغيير من دون فقدان ماء الوجه ولا فتح باب سيناريو ليبي». وربطت هذه المصادر بين زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى دمشق قبل اسبوعين بمرافقة رئيس الاستخبارات ميخائيل فرادكوف وبين «العلاقات القوية بين ضباط الجيش السوري والهيئات العسكرية الروسية».‫ وهي «قد تدل» على بدء التحضير لمثل هذا الانقلاب الذي يمكن أن يلاقي «خطط الغربيين» ويفضي إلى حل سريع نوعاً ما قبل أن تستفحل الحرب الأهلية وتفيض على الجوار.
‫أما على الأرض ورغم بدء وصول مساعدات عسكرية للثوار من الدول العربية التي جاهرت برغبتها وإرادتها بتمويل المعارضة وجيش سوريا الحر، فإن «انتظار النتائج على الأرض يمكن أن يطول»، ولا يسهل تنافر قوى المعارضة المتقاطعة بين معارضة خارجية ومعارضة داخلية وبين تيارت عقائدية متنوعة إلى جانب الشق الديني الذي لم تظهر حتى الآن كل نتوئاته بشكل واضح مسألة قلب النظام بالقوة. أضف إلى ذلك أن مصدراً أمنيا تركياً قال لـ«أخبار بووم» إننا نعارض «تسليح أي فصيل على الأرض التركية» في إشارة غير مباشرة إلى «المسألة الكردية» التي تسبب لنا قلقاً بسبب «ضبابية مواقفها» خصوصا وأن «الأكراد لا يقفون مع المعارضات السورية وهم في نفس الوقت معارضون للنظام السوري». ويشرح المصدر بأن القوى الغربية والدول العربية المنغمسة بالملف السوري«لا تعطي العامل الكردي كل أهميته»، بينما لا تستطيع أنقرة تجاهل كل ما يمكن أن يؤثر على المسألة الكردية في تركيا.