- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الانتخابات الايرانية في ظل التحديات الاقتصادية

يعتبر الضابط المتقاعد بالجيش الايراني والمخلص للجمهورية الإسلامية، علي ذو الفقاري، أن الادلاء بصوته في الانتخابات البرلمانية التي تجري يوم الجمعة جزء من واجبه الثوري.

وقال ذو الفقاري في اصفهان، ثالث اكبر مدينة في إيران “ثورتنا مثل الشجرة. من خلال التصويت نرعى شجرة ثورتنا. انخفاض نسبة الاقبال هو حلم الغرب ويجب الا نسعد أعداءنا”.
وتشتهر أصفهان بنماذج العمارة الفارسية. لكن المدينة القديمة باتت مشهورة ايضا في عصرنا الحديث بمنشأة الابحاث النووية الموجودة فيها.
واستغل زعماء ايران ضغوط الغرب بشأن برنامج البلاد النووي المثير للجدل لاذكاء الشعور الوطني وحشد الدعم من أجل مشاركة عالية في الانتخابات يتعشمون أن تتجاوز الستين في المئة. لكن نتيجة الانتخابات ستحسمها قضايا داخلية. ويواجه الرئيس محمود احمدي نجاد انتقادات من منافسين متشددين ومواطنين ايرانيين يقولون انه لم ينفذ الوعود التي قدمها خلال حملته الانتخابية.
ومن المتوقع أن يكون الاقتصاد العامل الرئيسي في أول انتخابات تجري منذ انتخابات عام 2009 التي فاز فيها أحمدي نجاد بفترة رئاسية ثانية وأعقبتها احتجاجات شعبية استمرت ثمانية اشهر. وتقول المعارضة ان الانتخابات زورت حتى يفوز احمدي نجاد وهو ما نفته السلطات.
وقررت جماعات اصلاحية بارزة مقاطعة الانتخابات التي تجري يوم الجمعة الثاني من اذار/ مارس لتصبح المنافسة الرئيسية بين الفصائل المتناحرة الموالية لاحمدي نجاد وتلك الموالية للزعيم الاعلى الايراني علي خامنئي. وسيعزز معسكر الزعيم الاعلى حالة من الاحباط بسبب تعامل الحكومة مع الاقتصاد.
وفي الاشهر الثمانية عشر الماضية تزامن الغاء دعم على الاغذية والوقود مع تراجع قيمة العملة الايرانية مما أضر بشدة بجيوب الكثير من الاسر الايرانية. ونتيجة لخفض الدعم ارتفعت أسعار الكهرباء والمياه والغاز الطبيعي المستخدم في المصانع وفي الطهي وتدفئة المنازل الى ثلاثة أمثال. ويشكو سكان اصفهان مثل سكان مدن ايرانية كثيرة من تدهور الاوضاع الاقتصادية.
وقال هوشانج فيسي (34 عاماً) وهو مدرس يعمل في وظيفة اضافية بمتجر للبقالة في غير أوقات عمله الرسمية “سأعطي صوتي لمن يساعدني على توفير الاحتياجات الاساسية لاطفالي. لا اهتم بالسياسة”.
وكان نجاد حصل على دعم الايرانيين من الطبقة العاملة في انتخابات عامي 2005 و2009 حين قدم نفسه في صورة «روبين هود الاسلامي» الذي يأخذ من الغني ليعطي الفقير. ووعد باعادة توزيع ثروة البلاد النفطية ليستفيد منها الفقراء لا الاغنياء وحدهم. لكن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الدول الغربية بسبب البرنامج النووي تزيد الضغط على المواطنين الايرانيين.
في الشارع الرئيسي باصفهان لا تدل سوى لافتتين تحملان صورة خامنئي على اقتراب الانتخابات.
وقال فارنوش (32 عاماً) “حمى الحملة الانتخابية ليست مثل انتخابات عام 2009 . هناك لافتات قليلة تحمل شعارات الزعيم الاعلى وصوره”.
ويمثل المحافظون دينياً قاعدة دعم أساسية للثورة الاسلامية وسيدلون بأصواتهم لصالح المرشحين الموالين لخامنئي. وقال رضا مير هادي (63 عاما) وهو بائع سجاد داخل سوق تقليدي في اصفهان “سأصوت لمرشحي الجبهة المتحدة (الموالين لخامنئي). أريد وضعاً اقتصادياً أفضل. تجارتي شبه ميتة”.
وأضر ارتفاع أسعار الغذاء والمرافق منذ خفض احمدي نجاد الدعم على الاغذية والطاقة عام 2010 بالايرانيين من الطبقة العاملة.
وقالت زهراء صدقي (41 عاماً) وهي ام لاربعة ابناء “الزعيم هو السلطة الوحيدة التي تستطيع تخفيف معاناتنا الاقتصادية. سأصوت للموالين له، زوجي موظف حكومي صغير بمرتب ثابت قدره 400 دولار. هذا المبلغ لا يكفي لتدبير احتياجاتنا الاساسية كل شهر”.
وتبلغ نسبة التضخم الرسمية في ايران نحو 21 في المئة لكن اقتصاديين وبعض النواب يقولون ان الرقم يقترب من 50 بالمئة. وارتفعت أسعار الخبز ومنتجات الالبان والارز والخضروات ووقود الطهي في الاشهر القليلة الماضية كما أدت العقوبات الى انخفاض قيمة الريال الايراني مما زاد من التضخم.
وفي ظل هذه المخاوف ربما يعزف بعض سكان اصفهان عن الادلاء بأصواتهم في الانتخابات.
وقال منصور الذي يملك متجراً للملابس ورفض الكشف عن اسمه الكامل، “لن أصوت هذه المرة. هناك ثلاثة مرشحين محافظين ينتخبون كل مرة. لم يفعلوا شيئاً لتحسين مستوى معيشتنا”.