- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الأسير: ظاهرة صوتية ام سياسية؟

نجاة شرف الدين

في الوقت الذي كانت تعيش فيه سوريا على ايقاع الدبابات والآليات العسكرية في غير منطقة، وفي ظل الاهتمام الاعلامي الغربي والعربي بالانتخابات في كل من ايران وروسيا، انشغل الاعلام اللبناني بمشهد أعاد الى الأذهان صورة الساحات المتقابلة في الميدان، ووتر الأجواء، ولو ليوم واحد، ليعود كل الى قواعده بعدما اوصل الرسالة المطلوبة.
هي من المرات القليلة التي يلتقي فيها اعلام “حزب الله” مع اعلام “المستقبل” على تهميش حدث كان الابرز في بقية وسائل الاعلام، وهو الاعتصام في ساحة الشهداء الذي دعا اليه الشيخ السلفي احمد الأسير ضد النظام السوري وتحت شعار “لبيك حمص”، واعتصام حزب البعث العربي الاشتراكي الذي دعا اليه فايز شكر وفي المكان نفسه دعماً للنظام السوري وتحت شعار “كلنا جنودك يا بشار”. وهذا الموقف الاعلامي كان سبقه بيانات من كل من تيار المستقبل وحزب الله وحركة امل، تنأى بنفسها عن المشاركة في اي من الاعتصامين المتقابلين.
الاهتمام الاعلامي اللبناني بظاهرة الشيخ الأسير ليست بجديدة، فهي دأبت منذ فترة، وبعدما تصاعدت وتيرة لهجته الخطابية في مسجد بلال بن رباح في عبرا منطقة صيدا، على ابرازه كاحد القياديين السلفيين الذي فتح النار باتجاه حزب الله وسوريا، وهو ناشد من ساحة الشهداء العالم وقال: “يا اهل الحرمين ذبح اهلنا في حمص فماذا انتم فاعلون، يا اهلنا في مصر دمرت مساجدنا فماذا تنتظرون؟”. وتوجه للاسد بالقول ان “الابطال اخرجوا القذافي للمجرور ونحن سنرميك للمجرور”.
ظاهرة الأسير الإعلامية والتي طرحت اكثر من علامة استفهام حول توقيتها المتزامن مع الربيع الاسلامي، بعد فوز الاخوان والسلفيين في كل من تونس ومصر والمغرب، الا انها بقيت صوتية في حدودها، خاصة من خلال حجم المشاركة الهزيلة في وسط بيروت التي لم تتعد الثلاثة الاف شخص، رغم الدعوات المتكررة لمشاركة كل المناطق اللبنانية الشمالية والبقاعية والجنوبية اضافة الى بيروت، كما ان القوى الاسلامية الاخرى التي تدعم الشعب السوري في انتفاضته ومنها “الجماعة الاسلامية” لم تنجر الى الدعوات “الاسيرية” وفضلت عدم المشاركة.
لقد استطاع نسيب اهل البيت، كما يحب ان يطلق عليه، ان يتجاوز دوره الديني كإمام مسجد بلال بن رباح، ليضع نفسه على الخريطة السياسية، وهو كان ضيف النائب وليد جنبلاط في المختارة الاسبوع الماضي، حيث بحث معه التطورات السياسية، كما قال بعد اللقاء، الا ان هذا الدور السياسي المستجد على ايقاع التطورات السورية، هل يمكن ان يتطور ليتحول الى تيار سياسي، ام ينحصر في اطار إيصال الرسائل الإقليمية المستعجلة، ودائما من خلال الساحة اللبنانية، مع الملاحظة ان المشهد السلفي في الساحة في بيروت، وبالشكل، لم يرق الى عدد من الدول الغربية الخائفة اصلا من الاسلام السياسي، كما انه لم يرق للمسيحيين اللبنانيين رغم خطابه التطميني للمسيحيين “الشركاء” في المنطقة، كما قال….