- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

سوريا: النظام يخشى انقلاباً عسكريّاً

بسّام الطيارة

الخوف من انقلاب يسكن السلطات السورية بشكل لم يعد النظام قادراً على إخفائه والتكتم عليه. ولا يقتصر الأمر على انشقاق معاون وزير النفط عبده حسام الدين، والذي وصف الوضع بأنه «باخرة تغرق»، بل كشفت معلومات وصلت إلى باريس من الداخل وأطلعت عليها «أخبار بووم» أن الوضع داخل الوحدات العسكرية بات متأزماً ويشوبه خوف وقلق «خصوصاً في الوحدات التي تتشكل أكثريتها من الطائفة السنية»، حسب قول المصدر، مشيراً إلى كمّ من المعلومات التي تتناقلها وتتدارسها الأوساط الدبلوماسية العربية في باريس.
وقد لاحظ عدد من المراقبين الذين عادوا لتوهم من بلاد الشام أن «معظم وحدات الجيش التي تقاتل على الأرض باتت علوية الانتماء»، وفي هذا مؤشر إلى تغلغل الصراع في طيات مذهبية عميقة، وخصوصاً بعدما بدأ فرز الوحدات لتصبح «متجانسة».
وكشف مصدر أمني فرنسي عن أن المعلومات التي تصل عبر عدة أجهزة استخبارات تعمل على الأرض تقول «إنه تم نزع الأسلحة من الوحدات التي تتشكل من السنّة»، وأن الدبابات «مكبلة في الأرض لا تستطيع التحرك» بسبب نقص تموين الطاقة. وأضاف المصدر بأن كل هذا يعكس «خوفاً من انقلاب».
ويقول المصدر بأن «تتبع المخابرات الهاتفية عن بعد» عبر قاعدة قبرص البريطانية للتنصت أو عبر السفن الحربية، التي تكاثف وجودها في شرق البحر الأبيض المتوسط، يفيد بأن معظم أجهزة التواصل التي في عهدة الضباط والجنود هي هدف «تنصت من أجهزة النظام»، ما يشير إلى «انعدام ثقة في الصفوف العليا للضباط».
رغم كل هذه المؤشرات، فإن «احتمال قيام انقلاب» لا يزال ضعيفاً، حسب هذا المصدر الأمني، الذي يرى أن «عفونة الوضع على الأرض» باتت تمنع الجيش، في حال أراد تنفيذ انقلاب، من المناورة على مجمل الأراضي السورية حيث أن أقساماً منها، وإن كانت متباعدة جغرافياً، باتت خارج سيطرة النظام وبالتالي خارج سيطرة الجيش النظامي. كما أن الثقة معدومة بين الثوار وبين الجيش بشكل عام، أضف إلى أن تشكيلات عدة من الثوار، وخصوصاً بين الإسلاميين، «لا تريد للجيش أن يلعب أي دور في انهيار النظام الأسدي» خوفاً من «سيطرة مجلس عسكري» قد يكون شبيهاً بالمجلس العسكري المصري، إلا أن الفارق هنا، حسب قول المصدر، «هو أن لا نفوذ للإسلاميين بين صفوف الضباط السوريين». وبالتالي فإن الثوار يطلبون من الجيش «شيئاً واحداً هو الانشقاق والانضمام تحت جناح المنشقين»، أي إما «الجيش السوري الحر» التابع لرياض الأسعد أو «المجلس العسكري السوري» التابع لمصطفى الشيخ.
ولا يبدو حتى الآن أن كبار الضباط السوريين على استعداد لهذه الخطوات التي تزيد من انقسام المشهد السياسي في بلادهم، ويدركون أن أي تحرك من قبلهم قد يقابله ردة فعل عنيفة من قبل الثوار، ناهيك عن مقاومة الفرق المخلصة لعائلة الأسد والمكونة من علويين، ما يقود مباشرة إلى توسيع رقعة الحرب الأهلية.