على وقع استئناف الغارات الإسرائيلية اليوم على قطاع غزة، تناولت الصحف العبرية بتوسع الوضع الذي عاشه الاسرائيليون في جنوب فلسطين المحتلة، حيث كتبت الصحف العبرية أن مليون اسرائيلي قضوا عطلة عيد المساخر في الملاجئ والمناطق المحصنة خوفاً من قصف الصواريخ الفلسطينية.
واشارت الصحف العبرية إلى ان جنوب فلسطين المحتلة تعرض لـ120 صاروخاً فلسطينياً منذ تجدد القصف عقب اغتيال قائد لجان المقاومة الشعبية، وقالت صحيفة “يديعوت احرنوت” انه تم رفع حالة تأهب والاستنفار وسط اسرائيل حيث تعتقد الجهات الامنية الاسرائيلية احتمال تعرض منطقة وسط اسرائيل أيضا للصواريخ الفلسطينية.
يأتي ذلك في وقت أبدى فيه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل والامين العام لحركة الجهاد الاسلامي رمضان شلح حرصهما على عدم تصعيد الموقف في قطاع غزة والالتزام بالتهدئة، خلال اتصالين هاتفيين اجراهما الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع مشعل وشلح.
وكان الرئيس محمود عباس سلسلة اتصالات مع في جمهورية مصر العربية، والاتحاد الأوروبي، واللجنة الرباعية، وأعطى تعليماته للاتصال مع الجانب الإسرائيلي مطالبا بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لتفويت الفرصة على الاحتلال لمواصلة عملياته العسكرية ضد أبناء قطاع غزة وتجنيبهم المزيد من القتل والدمار.
وقفات الاحتجاج والتضامن مع قطاع غزة، مستمرة في الضفة الغربية، وسط توقعات بمزيد من الاعتصامات والتظاهرات التي قد تتطور إلى تظاهرات مع جيش الاحتلال في مناطق التماس.
لكن المحلل العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت” أليكس فيشمان في معرض تحليله للتصعيد الجاري حاليا في قطاع غزة قال أنه “تصعيد مدبر اسرائيليا وليس صدفة غير متوقعة مسبقا”.
وكتب فيشمان، تحت عنوان “تصعيد مدبر” يقول: “انه ليس تصعيدا متوقعا مسبقا بل هو تصعيد مدبر فالجيش الإسرائيلي نصب بالفعل كمينا واستعد له عدة أيام بانتظار حدوث التصعيد، وإذا ما تجاوز إطلاق الصواريخ من غزة “درجة التحمل” التي حددتها إسرائيل لنفسها، فسوف يصادق المستوى السياسي على توسيع العمليات ضد القطاع بما في ذلك عمليات برية”.
ومضى فيشمان يقول “إن سلاح الجو الإسرائيلي قام باستعدادات مسبقة عندما نصب بطاريات إسقاط الصواريخ (القبة الحديدية) وغطى سماء غزة بتشكيلة واسعة من مختلف أنواع الطائرات، فجاءت النتائج مطابقة لهذه الاستعدادات، وباستثناء إصابات طفيفة، لم تقع خسائر بالأرواح أو الممتلكات. زيادة على ذلك فقد تم إسقاط كافة الصواريخ التي كان يفترض أن تصيب المناطق السكينة. ويوفر هذا الوضع للمستوى السياسي عمليا مرونة وقدرة على اتخاذ القرارات بمعزل عن الضغوط الداخلية أو الخارجية”.
وبحسب فيشمان، فإن التعليمات المعطاة للقيادة العسكرية تنص على أنه في حال استمرار سقوط الصواريخ على إسرائيل فوق “نقطة التحمل”، فسيعطي المستوى السياسي الضوء الأخضر للجيش الإسرائيلي، بتوسيع العمليات في القطاع بما فيها عمليات برية”.
