كثيرون من قالوا إن على السوريين المحافظة على سلمية الثورة. أما في وضعنا هذا، آن أوان تسليح الثورة بشكل واضح وصريح، لأن الثوار لن ينتظروا أكثر من ذلك وسيلتفتون إلى من سيسلحهم للدفاع عن دارهم وعرضهم. إذاً ها هو منطق الصراع الذي تقدم عليه بلاد مُشرعة على كل التدخلات الخارجية عربية كانت أو أجنبية.
يزداد خطر الإنزلاق إلى حرب طائفية يوماً بعد يوم، فكلما طال بطش الأسد، زاد الحقد وزادت الضغينة ما بين السوريين مهما قيل عن حسن النوايا وما إلى ذلك من تصريحات. البلاد في حالة حرب شئنا أو أبينا، ويجب وضع حد لذلك بأسرع وقت ممكن. في الوقت الراهن، لا يظهر نظام الأسد أية بوادر ضعف ولا يمكن إسقاطه إلا بسواعد السوريين أنفسهم وكل حل أخر سيكون له إرتدادات سلبية على الثورة السورية.
يجب فتح أبواب الحوار مع التنسيقيات السورية والأخذ برأي شبابها وشيبها، بدل الأخذ بآراء الحالمين بأمجاد السلطة وبحساباتهم الضيقة والتي تضيق يوماً بعد يوم. فليس هؤلاء من يحملون الثورة على أكتافهم وأكنافهم بيدهم، وليس هؤلاء من يمكنهم أن يحدثوا أي تغيير على أرض الواقع السوري، أليسوا شباب التنسيقيات هم من ماتوا بالعشرات ليخرج الصحافيون الأجانب من حمص؟
كلما طالت المعاناة كلما زاد خطر التعصب والإنقسام الطائفي الذي يمكن أن يفتك في سوريا لأجيال، من مصلحة كل عاقل أن تنتهي الأزمة السورية بأسرع وقت والوحيدون القادرون على إنهائها هم السوريون أنفسهم، إذاً فلنعطهم الأدوات اللازمة إن لم نكن مستعدين أن نراهم يلقون مصير الذين إنتفضوا على صدام حسين من الشيعة بعد حرب الخليج. نفس الشيعة الذين بعد أن خانهم الغرب والعرب إلتفتوا نحو إيران هم الذين كانوا من أكثر المدافعين عن العروبة والذين كانوا لحم المدافع في الحرب العراقية الإيرانية. العبرة لمن يعتبر، لأن سنين الدعم الذي لقاه النظام السوري إن كان أيام الأسد الأب الذي كان ينسق خطف الأجانب في بيروت لتحريرهم في دمشق؛ أوإن كان من خلال التنسيق الكامل والشامل مع النظام أيام الحرب على الإرهاب في أيام الأسد الإبن، ليسا بخافيين على أحد. السبيل الوحيد للتكفير عن أخطاء الماضي هو في دعم الثورة اليوم وإلا سيرتد السحر على الساحر. وأفغانستان جديدة سترى النور على ضفاف المتوسط وعلى نصف ساعة طيران من الإتحاد الأوروبي.
ها نحن نرى في تونس السلفيين يُذكرون أن الغرب كان داعماً لبن علي، ويدعون إلى محاربة الصليبيين والصهيونيين. ها هم سلفيو ليبيا يدمرون ويدنسون مقابرالحرب العالمية الثانية للجيش البريطاني في بنغازي، المدينة التي إجتمع الغرب على إنقاذها. صحيح أن الغرب ساعد الثورات في تونس وليبيا ومصر ولكنه لم يكسب الوجدان العربي بعد… ولا يمكننا التنبوء بما ستؤول إليه الأمور في سوريا، لكن إن كان خيار الحرب هو الخيار الوحيد فلتكن حرب السوريين وليس حرب الآخرين على أرضهم…
