كشفت صحيفة “الراي” الكويتية أنه تم منع 37 قبطياً الأربعاء الماضي في مصر، في محاولة أولى، وعدد أقل في محاولة ثانية، من السفر بعدما كانوا في طريقهم إلى روما على متن الخطوط الإيطالية، وذلك بناءاً على تعليمات من السلطات الإيطالية، وسط تأكيدات بأن سبب الرفض، هو أن المحاولتين تدخلان في إطار اللجوء السياسي، ما أعاد فتح ملف “الهجرات القبطية” في مصر، خصوصا بعد ثورة “25 يناير”.
ونقلت “الراي” عن أقباط قولهم: إن “تصاعد حدة تصريحات بعض قيادات التيار السلفي المتشدد تجاه العديد من القضايا مثل المرأة والأقباط والسياحة، أعادت من جديد للواجهة قضية هجرة الأقباط إلى الخارج، خوفاً من المستقبل الغامض الذي ينتظرهم”.
وذكرت مصادر كنسية للصحيفة إن “نحو 10 آلاف مسيحي تقدموا بطلبات للهجرة إلى دول أوروبية وأميركية بعد ظهور نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات وحدها التي أسفرت عن فوز الإسلاميين بـ65 في المئة من مقاعد البرلمان”، فيما ذكر خبراء أن “الرغبة في الرقي الاجتماعي والتغلب على الظروف الاقتصادية الصعبة في الداخل وراء الهجرة”.
لكن قيادات الكنيسة لا ترحّب بهجرة الأقباط للخارج، وتعتبرها “نوعاً من الهروب يصل إلى حد خيانة الوطن”.
من جهته، رأى كاهن كنيسة ماري جرجس بعزبة الورد بالشرابية في القاهرة القس يوحنا كامل، أن”الاعتماد على الحوار والمواطنة في التعامل بين كل المواطنين في إطار الدولة المدنية العادلة هو السبيل لإزالة المخاوف التي يشعر بها الأقباط، بسبب تصريحات بعض قيادات التيار السلفي”. وأقرّ بأن “هناك أثرياء أقباط يفكرون بالفعل في الهجرة بسبب الخوف على أعمالهم وشركاتهم من صعود الإخوان والسلفيين في البرلمان”.