- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

أميركيون مخمورون يقتلون ١٦ أفغانياً

قال مسؤولون أفغان ان القوات الغربية قتلت 16 مدنيا بينهم تسعة اطفال رميا بالرصاص في اقليم قندهار الجنوبي يوم الاحد وقال شهود عيان ان جنودا أمريكيين بدوا مخمورين وهم يطلقون النار ويضحكون.

واتهم مدني أفغاني قال ان اطفاله قتلوا الجنود باحراق الجثث في وقت لاحق.

وقال شهود عيان لوكالة أنباء «رويترز» انهم رأوا مجموعة من الجنود الامريكيين يصلون الى قريتهم في منطقة بانجوايي في نحو الثانية صباحا ويدخلون منازل ويطلقون النار. ومن المرجح ان يزيد الحادث – وهو من بين اسوأ الحوادث من نوعه منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2001 – حدة الخلاف بين واشنطن وكابول.

وقالت السفارة الامريكية في كابول ان جنديا أمريكيا احتجز فيما يتصل بحادث اطلاق النار. واضافت ان من المحتمل وقوع عمليات انتقامية ضد الامريكيين بعد الحادث الذي يأتي بعد اسابيع من احراق مصاحف على ايدي جنود أمريكيين في قاعدة لحلف شمال الاطلسي وهو ما ادى الى احتجاجات واسعة النطاق مناهضة للغرب.

وندد الرئيس الافغاني حامد كرزاي بمقتل المدنيين ووصفه بانه “قتل عمد” وطالب بتفسير من الولايات المتحدة. وقال مكتبه في بيان ان تسعة أطفال وثلاث نساء كانوا ضمن ضحايا اطلاق النار.

وكان وزير افغاني قد صرح لرويترز في وقت سابق بأن جنديا أمريكيا منفردا قتل قرابة 16 شخصا حين اقتحم منازل في قرى بالقرب من قاعدته في منتصف الليل.

وتقع منطقة بانجوايي على بعد نحو 35 كيلومترا غربي مدينة قندهار. وتعتبر المنطقة المركز الروحي لحركة طالبان ويعتقد انها تحفل بانشطة المتمردين.

وقال شخص يدعى حاجي صمد ان 11 شخصا من أقاربه قتلوا في منزل واحد بينهم ابناؤه. وأظهرت الصور جدرانا ملطخة بالدماء في مكان قتل الاطفال.

وقال صمد لرويترز في موقع الهجوم منتحبا “سكبوا (الامريكيون) مواد كيماوية على جثثهم وأحرقوهم.”

وأضاف صمد الذي كان قد غادر المنزل في اليوم السابق “رأيت ان كل اقاربي الاحد عشر قتلوا بمن فيهم ابنائي واحفادي.”

وقال جيران انهم استيقظوا على صوت اعيرة نارية يطلقها جنود أمريكيون وصفوهم بانهم كانوا سكارى ويضحكون.

وقال جار يدعى اغا لالا زار أحد المنازل التي شهدت اطلاق النار “كانوا جميعهم سكارى ويطلقون النار في كل اتجاه .. جثثهم (القتلى) كانت مليئة بالاعيرة النارية.”

وقال مسؤول دفاعي أمريكي كبير ان وزير الدفاع ليون بانيتا ” “يشعر بحزن عميق بعد سماعه بهذا الحادث الليلة الماضية ويتابع عن كثب التقارير الواردة من افغانستان.” وعبر البيت الابيض ايضا عن قلقه.

وقالت حركة طالبان في بيان ارسل بالبريد الالكتروني الى وسائل الاعلام انها ستنتقم للضحايا.

وقالت السفارة الامريكية في كابول انه يجري التحقيق في الحادث “وسيتم تحديد الشخص أو الاشخاص المسؤولين عن هذا العمل وتقديمهم الى العدالة.”

وعبر الجنرال جون ألين قائد قوة المعاونة الامنية الدولية (ايساف) عن شعوره “بالحزن والالم” ووعد باجراء تحقيق سريع.

وقال وزير الحدود وشؤون القبائل الافغاني أسد الله خالد الذي يحقق في الحادث ان الجندي دخل ثلاثة منازل وقتل 11 شخصا في المنزل الاول.

وسقوط ضحايا بين المدنيين من بين الاسباب الاساسية للخلاف بين حكومة كرزاي المدعومة من الغرب وقوات حلف شمال الاطلسي التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان.

ومن شأن الحادث ان يزيد عمق الخلاف بين واشنطن وكابول في الوقت الذي يستعد فيه حلف الاطلسي لتسليم المسؤوليات الامنية للافغان بحلول نهاية 2014 في عملية بدأت بالفعل.

وكان حادث احراق المصاحف وما اعقبه من عنف بما في ذلك موجة من الهجمات المميتة على ألامريكيين اختبارا للعلاقات الهشة بين حكومتي كرزاي والرئيس باراك اوباما وابرز التحديات التي يواجهها الغرب حتى وهو بسبيله الى الانسحاب.

ومن المقرر ان تنسحب جميع القوات الاجنبية المقاتلة بحلول نهاية 2014 من حرب مكلفة يتراجع التأييد لها على نحو متزايد.