أحيت اليابان الذكرى السنوية الاولى لزلزال مدمر بلغت قوته 9 درجات أعقبه تسونامي عملاق أسفرا عن مقتل الآلاف وتسببا في كارثة وطنية هزت ثقة المواطنين في زعماء البلاد، ورمت الريبة حول الطاقة النووية رغم ضرورتها القصوى في الأرخبيل الذي لا يملك أي مصدر طاقة.
وأسفر الكارثة عن سقوط نحو ١٩ ألف قتيل بينهم ثلاثة آلاف مفقود فيما ارتفعت التكلفة الانسانية والاقتصادية بقوة فيما اهتزت المعادلة السياسية التي تربط بين المواطنين والحكام.
وقد تجمع المئات من السكان في القرى التي أصيبت لوضع أكاليل زهور بيضاء في الأمكنة المخصصة للقتلى والمفقودين.وقد تمثلت الحكومة ف يجميع المناطق التي أقيمت بها مراسم الذكرى وقدم مرة أخرى ممثلوها «اعتذارات» عما يمكن اعتباره في المفهوم الياباني تقصيراً.
وعلى بعد كيلومتر فقط من محطة فوكوشيما للطاقة النووية التابعة لشركة طوكيو الكتريك باور «تيبكو» (Tepco) حيث تسبب انصهار قضبان الوقود في المفاعل في واحدة من أسوأ الكوارث النووية في العالم منذ حادث «تشرنوبيل» سمح بعودة سكان بعض البلدات المهجورة لساعات محدودة لزيارة قبور الموتى وهي عادة يابانية متأصلة.
وفرضت السلطات منطقة محظورة بشعاع قدره ٢٠ كيلومتراً حول المحطة وربما لن يسمح للسكان بالعودة إليها قبل عشرات السنين.
وتحت الحاح عائلات المفقودين ما زالت الشرطة بمساعدة الجيش وفرق الإنقاذ تفتش الانهار والشواطيء بحثا عن رفات المفقودين على الرغم من أن احتمالات العثور عليها شبه معدومة.
وقد أعلنت اليابان الحداد ابتداء من الساعة الثانية و٤٦ دقيقة عصراً وهو وقت وقوع الزلزال العام الماضي، وحضر الامبراطور «أكيهيتو» الامبراطور البالغ من العمر ٧٨ رغم أنه يتعافى من جراحة أجريت له في القلب الشهر الماضي، مراسم تأبين في المسرح الوطني بطوكيو وحث الناس على التعاون. وقد كرر في كلمته ما كان سبق وقاله بعد خمسة أيام من الكارثة علماً بأن الامبرطور الياباني نادراً ما يتوجه للشعب.
وقال «أتوقع الكثير من الصعوبات في طريق التعافي. أتمنى أن يضع كل الناس ذكرى الضحايا في قلوبهم ويعملون حتى يتحسن الوضع في المناطق المتضررة من الكارثة». وتعهد رئيس الوزراء «يوشيهيكو نودا» عندما ألقى كلمة في المناسبة ذاتها بالعمل من أجل الخروج منآثار الكارثة «سننفذ مهمتنا التاريخية المتمثلة في تحقيق اعادة إحياء هذه الامة».
وأثار الساسة والمسؤولون الحكوميون انتقادات شديدة بسبب طريقة التعامل التي اتسمت بالفوضى مع كارثة فوكوشيما، كما أن مظاهرات مناهضة للطاقة النووية في طوكيو ومناطق أخرى أشارت إلى أن الكثيرين يريدون خطوات أكثر جرأة من الاجراءات التي أقرتها الحكومة والتي تقضي بتقليص التدريجي من اعتماد على الطاقة النووية.