أظهرت أدلة جديدة ان تناول اللحوم الحمراء بأي كمية ومن أي نوع يزيد خطر الوفاة قبل الأوان، كما توصلت دراسة تابعت العادات الغذائية لأكثر من 110 آلاف شخص ووضعهم الصحي على امتداد اكثر من 20 عاما. وعلى سبيل المثال ان اضافة 3 اونسات من اللحوم الحمراء الى غذاء الفرد اليومي ارتبط بزيادة احتمالات الوفاة خلال فترة الدراسة بنسبة 13 في المئة.
والأسوأ من ذلك ان اضافة كمية صغيرة من اللحوم الحمراء الى الغذاء اليومي مثل قطعة نقانق أو شريحتين من اللحم المقدد ارتبط بزيادة احتمالات الوفاة خلال فترة الدراسة بنسة 20 في المئة.
ونقلت صحيفة “شيكاغو تربيون” عن الباحثة آن بان، رئيسة فريق الباحثين من كلية هارفرد للصحة العامة في الولايات المتحدة ان اللحوم الحمراء التي نتناولها تسهم في خطر الوفاة في سن مبكرة.
كما اكتشف الباحثون ان الاستعاضة عن االلحوم الحمراء بأغذاية أخرى أدى الى تقليل خطر الوفاة بين المشاركين في الدراسة. وعلى سبيل المثال ان تناول حفنة من المكسرات عوضا عن لحم البقر أو الخنزير مثلا ارتبط بتقليل خطر الوفاة خلال فترة الدراسة بنسبة 19 في المئة.
وقال الباحثون ان اختيار الدواجن أو الحبوب الكاملة بدلا من اللحوم الحمراء ارتبط بتقليل خطر الوفاة بنسبة 14 في المئة والألبان قليلة الدسم أو البقوليات بنسبة 10 في المئة والأسماك بنسبة 7 في المئة.
وكانت دراسات سابقة ربطت استهلاك اللحوم الحمراء بامراض السكري والقلب والسرطان التي كلها امراض يمكن ان تسبب الوفاة.
ولا يعرف العلماء على وجه الدقة ما الذي يجعل اللحوم الحمراء خطيرة الى هذا الحد ولكنهم يعتقدون ان السبب هو الحديد والدهون المشبعة في لحوم الأبقار والأغنام والخنازير، والنيترات التي تُستخدم لحفظها والمواد الكيمياوية التي تفرزها نتيجة الطهي بدرجات حرارة عالية.
وسجل العلماء ارتفاع خطر الوفاة بالارتباط مع زيادة استهلاك اللحوم الحمراء بين 37698 رجلا و83644 امرأة رصد العلماء عاداتهم الغذائية وحالتهم الصحية خلال فترة البحث.
وحذرت كارول كوبروفسكي استاذة الطب الوقائي في كلية كايك الطبية الاميركية من الخروج باستنتاجات محددة من دراسة كهذه بسبب كثرة الأخطاء التي يمكن ان تُرتكب لدى تسجيل المعلومات الغذائية في استبيانات تطلب من المشاركين فيها ان يتذكروا وجبات سابقة بتفصيل دقيق احيانا.