بدأت في فرنسا حملة للـ«بحث عن مصير حمزة كاشغري»، مدير تحرير صحيفة «البلاد» الذي تتهمه السلطات السعودية بالردة على خلفية رسائل نشرها عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، اعتبرت مسيئة للنبي محمد والذات الالهية. ونسب الى كاشغري عدد من الرسائل عبر “تويتر” تشبه الخواطر واعتبرت مسيئة جدا للنبي محمد. كما نسبت اليه رسائل اخرى تناولت الذات الالهية. ومن هذه الرسائل: “نيتشه قال مرة ان قدرة الاله على البقاء ستكون محدودة لولا وجود الحمقى… ماذا سيقول لو رأى الهيئة”، في اشارة الى هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية، وأججت «تغريداته» على تويتر جدلا واسعا في البلاد واعتبره كبار رجال الدين مرتدا وكافراً وطالبوا بإعدامه.
ونشرت صحيفة «لوموند» افتتاحية تطالب بالكشف عن مصير كاشغاري «قبل فوات الآوان». وخصت بذكر تدويناته ما كتبه بمناسبة عيد المولد النبوي الذي لا تحتفل به المملكة، واعتبرت ذلك «كتابات مؤمن منفتح على دينه» وأشادت باعتذاره عندما كتب بعد ردات الفعل العنيفة على تدويناته “يزعمون انني تطاولت عليك وانا الذي استحضرك دائما كقدوة (…) والله لم اكتب ما كتبت الا بدافع الحب للنبي الاكرم لكنني اخطأت واتمنى ان يغفر الله خطئي، وان يسامحني كل من شعر بالاساءة”.
وبعد أن ذكرت بأن «ماليزيا انصاعت لطلب المملكة الوهابية» وقبضت عليه وهو في طريقه إلى نيوزلندا، أشارت الصحيفة إلى أن «المملكة العربية السعودية هي الحليف الأول للغرب في المنطقة» وأشارت إلى أنها «باسم حقوق الإنسان تدافع عن الثورة في سوريا» وكان لها دور طليعي في قلب نظام القذافي. إلا أنها أشارت إلى أن المملكة «هي من أكثر الدول تخلفاً في المنطقة»، وأنها من الدول التي« تدوس الحريات وتقمع الأقلية الشيعية»، وذكرت أيضاً بأنها كانت «رأس حربة قمع الثورة الشيعية عند جارتها البحرين».
ورغم أن السعودية هي «مصدر النفط رقم واحد في العالمم»، تنهي الصحيفة ذات التأثير القوي على طبقة المسؤولين وصناع الرأي بخلاصة مفادها «إذا أردنا أن نتحدث بلغة واحدة، علينا التنديد بقوة باستهتار السعودية بالحريات مثل ما نفعل بصدد إيران وكل مناطق العالم». واعتبرت الافتتاحية «أنه من الواجب تذكر الشاب حمزة كاشغري» والسؤال عن مصيره.
وتستعد جمعيات إنسانية ناشطة لرفع هذه القضية أمام الرأي العام العالمي، وهو ما يمكن أن يسبب بعض الحرج للحكومات الغربية حليفة السعودية التي تحاول أن «ترى في الربيع العربي بارقة أمل لتحقيق تقدم في مسألة حقوق الإنسان».