- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

اغتيالات في قلب فرنسا

باريس ــ بسّام الطيارة
لم تشهد فرنسا منذ خمسة عقود، أي منذ انتهاء الثورة الجزائرية، أي هجوم على قوات الجيش الفرنسي على أراضيها. حتى في أحلك ساعات حقبات العمليات الإرهابية التي قامت بها مجموعات متنوعة على الأراضي الفرنسية لم تهاجم أي منها عناصر الجيش. بالأمس، وبشبه تزامن مربك للأجهزة الأمنية، اغتيل عنصران من الجيش الفرنسي في «مونتوبان» (Mautauban) جنوب فرنسا، وكان عنصر قد اغتيل في مدينة «تولوز» (Toulouse) جنوب غرب قبل أيام.
فقد أعلن بيان لوزارة الدفاع أن عسكريين فرنسيين قتلا واصيب ثالث بجروح خطيرة الخميس بعدما أطلق عليهم رجل يستقل دراجة نارية الرصاص في وسط الطريق بمدينة مونتوبان. وأوضح البيان أن الجنود الثلاثة كانوا بالزي العسكري في حي تجاري عندما أطلق عليهم رجل يضع خوذة النار وهو مستقل دراجة نارية.
واستنادا الى العناصر الاولى للتحقيق يبدو أن الجاني تصرف وحده، كما عثر المحققون في المكان على نحو ١٥ رصاصة فارغة. وينتمي الجنود الثلاثة الى الفرقة 17 مظلات التي تقع ثكنتها بالقرب من مكان الحادث في وسط المدينة. واتخذت إجراءات أمنية مشددة ونشر عدد كبير من رجال الشرطة والدرك للعثور على الجاني. ولم تعرف بعد دوافع هذا الاعتداء.
وقبل أيام، في ١١ آذار/ مارس، قتل أيضاً جندي في ظروف مشابهة في تولوز عندما اطلق عليه رجل يستقل دراجة نارية الرصاص في حي راق من المدينة. ويقول المحققون انهم يدرسون احتمالات مختلفة، بينها عمليات تصفية حسابات، إلا أن تزامن العمليتين مع الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر وبعد أن بثت معظم القنوات الفرنسية والجزائرية عدد من الأفلام الوثائقية التي أعادت نكأ الجروح لدى البعض، وإحياء الذكريات لدى البعض الآخر، يعقد عمل المحققين، ويطرح عدد من الأسئلة المزعجة.