قتل شخص على الاقل واصيب أكثر من خمسة آخرين في مدينة بنغازي إثر اشتباكات مسلحة دارت بين دعاة الفدرالية ومناوئيهم بعد مسيرة شارك فيها نحو ٢٠٠٠ شخص تاييدا لاعلان «إقليم برقة» شرق البلاد «اقليما فدراليا».
وبدأ الاشتباك في ساحة التحرير أمام مبنى محكمة شمال المدينة،حيث أراد «الفيدراليون» إقامة مهرجاناَ خطابياً. والقى احمد الزبير السنوسي الذي يترأس ما يسمى المجلس التأسيسي لاقليم برقة، كلمة في التجمع.
وجاء في برقية لـوكالة أنباء «أ ف ب» أن شابين صعدا الى المنصة بعد انتهاء كلمة الزبير مباشرة ورشقا المتظاهرين بالحجارة، قبل أن يتحول التراشق بالحجارة بين الطرفين إلى تبادل لاطلاق الرصاص.
وفرق مناهضو الفدرالية، وأغلبهم من سكان المنطقة المحيطة بالساحة، دعاة الفدرالية بالاسلحة البيضاء والحجارة، واضراموا النيران في الاكشاك داخل الساحة. ولم تتدهل الشرطة او الجيش او كتائب الثوار في هذه الاشتباكات، واكتفت باغلاق كل المنافذ المؤدية للساحة في وجه الداخلين إليها.
وكان دعاة الفدرالية قد قرروا الخروج للتأكيد على مطلبهم بإعلان اقليم برقة فدرالية اتحادية والعودة بالبلاد لدستور الاستقلال الذي وضع في العام ١٩٥١ إبان فترة حكم ملك ليبيا الراحل إدريس السنوسي. وكان اقليم برقة الممتد من الحدود الليبية المصرية شرقا إلى مدينة سرت غربا، اعلن انه اقليم فدرالي.
وأصدر المشاركون في المؤتمر التأسيسي «ميثاق برقة للعيش المشترك» بياناً طالبوا فيه بالعودة الى الدستور الملكي الذي ينص على تقسيم البلاد ثلاثة أقاليم هي برقة وفزن وطرابلس والذي استمر العمل به فترة من حكم الملك ادريس السنوسي من ١٩٥١ إلى ١٩٦٤.
ورفع المتظاهرون شعارات تحتج على تصريحات رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل والتي هدد فيها باستخدام القوة ضدهم. وقال أحد أكبر دعاة الفدرالية وهو خيرالله إدريس العبيدي «إننا خرجنا لنستنكر تصريحات مصطفى عبدالجليل خلال تهديده لنا باستخدام القوة، ووزير داخليته فوزي عبد العال حينما قال إن هذه القوة هي مصراتة» على حد تعبيره.
وأضاف العبيدي «إننا نواجه هجمة وسلوكا مشينا من المجلس الوطني الانتقالي من خلال تجنيده لرجال الدين في حملات إعلامية شرسة تحرم الفكر الذي يدعو للفدرالية».