ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أن وكالات الإستخبارات الأميركية لا تزال تعتقد، رغم صعوبة التقييمات، بعدم وجود أدلة قاطعة على أن إيران قررت “إحياء” برنامجها للحصول على أسلحة نووية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين أن مسؤولي الإستخبارات الأميركيين قرروا بعد تقصي معلومات إستخبارية جديدة من عدد من المصادر بينها إلتقاط مكالمات بين مسؤولين إيرانيين يشكون خلالها لبعضهم بشأن إيقاف البرنامج، تغيير تقييم سابق كانوا قد توصلوا إليه بأن إيران تحاول بناء قنبلة نووية.
ووصف مسؤول إستخباراتي أميركي سابق المعلومات بأنها مقنعة جداً، قائلاً “لدي ثقة كبيرة جدة بها.. هناك دليل كبير على أن البرنامج قد توقّف”.
وقالت الصحيفة إنه بالرغم من وجود إنتقاد لهذا التقييم من بغض المراقبين الخارجيين والساسة، إلا أن المحللين الإستخباريين الأميركيين لا زالوا يعتقدون بأن الإيرانيين لم يحصلوا بعد على الضوء الأخضر من مرشد الثورة الإسلامية في إيران السيّد علي خامنئي “لإحياء البرنامج”.
وأشارت إلى أن مسؤولي الإستخبارات الأميركيين يظهرون ثقة بتأكيدات وكالات الإستخبارات، لكن البعض يقرون بوجود ثغرات إستخبارية ملحوظة في فهم نوايا قيادات إيران، وإن كانوا قد صادقوا على خطوات مهمة باتجاه تصميم قنبلة نووية.
وفي النتيجة يتفادى المسؤولون إظهار ثقتهم التامة، فيقول أحد المسؤولين الإستخباريين الكبار السابقين “يمكنني القول إنه لدي قرابة 70% من الثقة بتقييم أنههم لم يبدأوا مجدداً البرنامج”.
ويقول مسؤول سابق آخر إن “إيران هي أصعب هدف إستخباري هنا. إنها أصعب بكثير من كوريا الشمالية”، ويضيف “نحن لسنا على الأرض وعدم وجود أشخاص على الأرض أمر صعب”.
وأشارت الصحيفة إلى أن جهاز الموساد الإسرائيلي يوافق التقييمات الإستخبارية الأميركية الرأي، رغم أن المسؤولين السياسيين الإسرائيليين يضغطون نحو هجوم سريع وعنيف لمنع إيران من أن تصبح كما يصفونها “بالتهديد الوجودي للدولة اليهودية”.
وقال مسؤول إستخباراتي أميركي كبير سابق إن الإسرائيليين “يسألون أسئلة صعبة جداً، لكن الموساد لا يخالف الولايات المتحدة الرأي بشأن البرنامج النووي (الإيراني)”، لافتاً إلى وجود كثير من الخلافات بين المجتمعبن الإستخباراتي الأميركي والإسرائيلي على كثير من الحقائق في هذا الشأن.
وأشارت الصحيفة إلى أن إلتقاط مؤشرات على استئناف برنامج التسلح الإيراني هو أصعب من مراقبة تخصيب اليورانيوم وأنشطة بناء الصواريخ. ولفتت إلى أن أجهزة الإستخبارات الأميركية تبذل كثيراً من الجهد من خلال التنصت على المكالمات الهاتفية للمسؤولين الإيرانيين والقيام بأنواع أخرى من التنصت الإلكتروني، وهي تقوم بتحليل معطيات أجهزة الرادار والصور الملتقطة للمواقع النووية الإيرانية.
وذكرت أنه تم أيضاً نصب أجهزة إستشعار مخفية بالقرب من مواقع نووية مشتبه بها في إيران لالتقاط الإشارات الكهرومغناطيسية أو الإنبعاثات الإشعاعية التي يمكن أن ترتبط بأنشطة نووية سريّة.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تعتمد أيضاً بشكل كبير على معلومات يجمعها المحققون في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.