للمرة الثانية في أقل من اسبوع يتجاوز الرئيس المنتهية ولايته والمرشح نيكولا ساركوزي فرانسوا هولاند المرشح الاشتراكي في الدورة الأولى حسب آخر استطلاع ويحصد ٢٧،٥ في المئة بينما يكتفي هولاند بـ ٢٦،٥ في المئة. في الواقع فإن ساركوزي يقطف ثمار خطة محكمة بدأت منذ اسبوع مباشرة بعد المهرجان الكبير الذي جمع له ٥٠ ألف محازب في شمال العاصمة باريس. وقضت هذه الخطة بتجاهل كافة المرشحين الآخرين والتركيز على هولاند فقط وعلى أربعة طروحات من برنامجه والتي أثارت لغطاً وفتحت نقاشات عديدة وهي : ١- مسألة إقفال المفاعلات النووية ٢- إخضاع كل مدخول فوق المليون يورو سنوياً لضريبة دخل تبلغ ٧٥ في المئة ٣- إعادة التفاوض على المعاهدة الأوروبية للاستقرار المالي ما لم تأخذ بعين الاعتبار العامل الاجتماعي وأخيراً ٤- تخصيص ٦٠ ألف مدرس إضافي في السنوات الخمس المقبلة. في الواقع فإن حزب «تجمع الأكثرية الشعبية» الحاكم وساركوزي وكافة الوزراء الذين صعدوا إلى جبهة التصدي لطروحات هولاند لم يدخلوا في تفاصيل هذه الطروحات بل اكتفوا «بتفسيرها كما حلا لهم» دون الالتفات إلى حقيقتها وما وراءها. ١- هولاند أكد أنه سوف يقفل مفاعل نووي واحد هو الأقدم والذي بدأ الخبراء يشككون في فعالية نظام حمايته وأمنه إلا أن اليمين لم يكف عن الترديد أنه يريد إقفال كافة المفاعل وإفلاس هذه الصناعة الفرنسية الرائدة وفرز ٤٠٠ ألف عاطل عن العمل. ٢- في مسألة الـ ٧٥ في المئة تجاهل اليمين تفسيرات هولاند بأنه سوف يحتسب فقط من القسم الذي يفيض عن المليون الضرية وشدد على أن «الماليين هم أعداءه» استناداً لجملة سبق له أن قالها في سياق الحديث عن المضاربة على ديون الدول. ٣- قال هولاند إنه يريد أن يتفاوض حول المعاهدة إلا أن اليمين يشدد على أنه يريد إلغاء الاتفاقية واستفزاز أوروبا وعزل فرنسا. ٤- في مسألة المدرسين اكتفى اليمين بترديد «كيف يمكن تمويل هذا الكم من التعينات في ظل الأزمة؟».
كل مؤيدي ساركوزي رددوا نفس الحجج نفس الكلمات بلا كلل ولا ملل نفس النقاط الأربع كانت محور حملة إعلامية مكثفة ولم يحد أي منهم عن هذه الخطة وهكذا تراجع هولاند وتقدم ساركوزي الذي استفاد من انسحاب دومينيك دو فيلبان أيضاً.
ولكن هذا لا يعني الانتصار. فالاستطلاعات نفسها التي تضعه أولاً في الدورة الأولى تعطي هولاند رابحاً في الدورة الثانية وبفارق تسعة أصوات.
ففي الدورة الأولى يستفيد ساركوزي من «التصويت الفاعل» أي أصوات الناخبين الذين باتوا يدركون صعوبة وصول مارين لوبن فيصوتون لمرشح يميني. في حين أنه بابتعاد خطر وصول لوبن إلى الدورة الثانية يدفع الناخب اليساري إلى التصويت «لمن يحب» في الدورة الأولى. وهذا ما يفسر تقدم ساركوزي وتراجع هولاند.
ولكن في الدورة الثانية يكون ساركوزي قد استنفد أصوات اليمين وفقط ٣٥ في المئة ممن صوت لصالح لوبن يمكن أن يصوت له في حين أعلن ١٩ في المئة أنه سوف يصوت لهولاند بينما من المحتمل أن تعتكف عن التصويت نسبة كبيرة وهذه تشكل نقاصاً فادحاً لساركوزي في الدورة الثانية. وهذا لن يحصل مع اليسار الذي سوف يصوت كما أعلن مراراً زعماءه لـ« اليساري الذي يصل إلى الدورة الثانية» أي هولاند على الأرجح. كما أن ٤٣ في المئة ممن سوف يصوت لفرانسوا بايرو الوسطي أعلنوا أنهم سوف يصوتون لليساري مقابل ٢٣ في المئة للرئيس المنتهية ولايته.
وهذا ما يفسر فارق التسع نقاط لصالح هولاند في الدورة الثانية.
ما زالت استطلاعات الرأي تدل على مؤشر «تعادل المرشحين في الدورة الأولى» واقتراب ساروزي من هولاند في الدورة الثانية.
آخر استطلاع للرأي
نيكولا ساركوزي: 27،5 ٪ (تقدم نقطة ونصف بالنسبة لنفس المؤسسة)
فرانسوا هولاند: 26،5 ٪ (تراجع نقطة ونصف بالنسبة لنفس المؤسسة)
مارين لوبن: 17 ٪ (لا تغير بالنسبة لنفس المؤسسة)
فرانسوا بايرو: 13 ٪ حزب «موديم» وسط (تراجع نقطة)
لوك ميلانشون: 10،5 ٪ الجبهة الشيوعية (تقدم نقطة بالنسبة لنفس المؤسسة)
إيفا جولي 3 ٪ الخضر (تقدم نقطتين بالنسبة لنفس لمؤسسة)
نتالي أرتو 0.5 ٪ النضال العمالي (لا تغيير بالنسبة لنفس المؤسسة)
فيليب بوتو 1 ٪ حزب الصيادين (لتقدم نصف نقطة بالنسبة لنفس المؤسسة)
نيكولا دوبون أينيان 1٪ «قف للجمهورية» ديغولي (لا تغيير بالنسبة لنفس المؤسسة)
دومينك دو فيلبان : الجمهورية المتضامنة انسحب من السباق
كورين لوباج 0،5 ٪ (كاب 21) بيئة يمين انسحبت من السباق
أما في الدورة الثانية يفوز هولاند 54٪ مقابل 46٪ لساركوزي (نقطتان لصالح ساركوزي )