- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

«ثلة» المعارضات السوريّة

نقطة على السطر
بسّام الطيارة
عندمانجد«عدداً من الأشخاص» يجمعهم هدف واحد أو مصلحة واحدة يلتقون من أجل تحقيقها: يقال لهم في بلاد الشام «بوطة» أي «ثُلّة» (بالضم)، وهي جماعة من الناس حسب تعريف«لسان العرب». وقد يختلفون في ما بينهم، يفترقون، يبتعدون أو يقتربون من بعضهم البعض ولكنهم يظلون ضمن الجَمعة التي جمعتهم.
المعارضات السورية هي «ثُلة معارضات» يجمعها هدف واحد التخلص من النظام، وتوحدها مصلحة واحدة هي مصلحة الشعب السوري، «ثُلة» تلتقي على هدف وتفرقها نزاعات، لا تتقارب بل تتفرق رغم أنها تخوض مسار «ثورة كبرى» يمكنهاأن تعيد للربيع العربي بريقه ولكنها تأبى أن يسجل عليها النجاح.
يقول «لسان العرب» أيضاً «الثَّلَّة» بالفتح هي جماعة الغنم.
هي معارضات تتمسك بمبادئ خشبية فرضتها عليها أجندات متناقضة ومختلفة جمدت حركتها وزرعت فيها الشقاق، وفتحت باباً لتملص النظام من قبضة الثورة. معارضات تسير وراء أهواء متناقضة لحلفاء متناقضين وتنسى الشعب المسكين الذي يفتح صدره للرصاص.
يقول أيضاً «لسان العرب» «الثَّلَّة» هي التراب الذي يخرج من البئر.
هي معارضات تشققت وتبعثرت تبعثر التراب، يعيرها هذه الانشقاقات أقرب حلفاءها ويطالبونها بالتماسك والانصهار، ولكنها مثل التراب تريد أن تظل ذرة ذرة. والنظام متماسك يناور ويحاور وهي نسيت المناورة وتشبثت بمواقعها الصغيرة.
يقول «لسان العرب» إن «الثُّلة» بالرفع أيضاً تعني الكثير من الدراهم.
لم تخرج حتى الآن روائح الدرهم والدراهم أو الدينار والدنانير، ولكن الشعب الذي تحت النار يسأل ويتسائل لماذا لا تتقارب هذه المعارضات والهدف واحد، لماذا تختلف في ما بينها لماذا تتشقق.
الفعل له نفس الوزن: ثَلَّ يثُلُّ الدراهم ثلّاً، فهل للدراهم دور في هذا التباعد والانشقاقات التي تسمح للنظام بالإفلات؟
أيتها المعارضات حذار: «لسان العرب» يحمل أيضاً تفسيرات متقاربة لأوضاعك.
الثَّلَل يشير إلى الهلاك، والثلة بالكسر هي الهلكة، وثَلَّهم يَثُلُّهم ثَل تعني أَهلكهم.
فأين أنتم يا أيها المعارضون من أهل الشام؟ لماذا لا تتوحدون؟ لماذا تتنازعون أذيال سمكة ما زالت بعيدة في بحر السياسة الدولية. الدب ما زال يرقص وهو مؤذ وأنتم تتنافرون؟ «تثَلَّل» يشير إلى تَهَدَّم وتساقط شيئ بعد شيء، فهل «ثلَّكم» الأنا والتنطح للمراكز.
عودوا إلى رشدكم فالثورة السورية تستحق رجالاً ونساء يدخلون التاريخ، وليس من يختبئ وراء صغائر الأمور.
يقال للرجل: ثُلْ ثُلْ إِذا أَمرته أَن يَحْمُق ويَجْهَل. فمن طلب منكم ذلك؟