- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

“شللية” الإعلام المحلي الفلسطيني

فادي أبو سعدى

ما أن بدأت حكاية انتخابات نقابة الصحافيين في البلد، حتى بدأت الفجوات تكبر فيما بيننا، سواء ما بين شطري الوطن المنقسم، أو حتى بين الصحافيين أنفسهم في الضفة الغربية، ذلك أن أحداً لا يحب الآخر، ولا يفخر بنجاحه، الشخصي منه والمهني، وهو ما أوصلنا إلى حدود متدنية في المهنة، وحتى في علاقاتنا الشخصية.

وبعيد انتخابات النقابة “الضفاوية” بدأت الطعونات من القوائم بقصد التشكيك في النتائج، كما وخرجت على الفايسبوك عدة صفحات أساسها جمع الصحفيين، “لمة صحافة” و”معشر الصحافيين” من بين هذه الصفحات، لكنه سرعان ما اتضح بأنها تفرق، وذهبت الأمور إلى حد “الشخصنة” والقدح والذم ما بين “الزملاء” بحسب المفروض، سواء في الكلام أو في الصور.

والحال ليس بأفضل من ذلك فيما يخص الزملاء في قطاع غزة، فانتخابات النقابة “الغزاوية” ما بين صحافيي حركة حماس والجهاد فقط، ما جعل الأمر يصعب أكثر على الزملاء ممن ينتمون للفصائل الأخرى، أو حتى المستقلين منهم، على الصعيد النقابي، أو المهني.

هذا الوضع من التشرذم، أدى بلجنة حادث سير جبع المشكلة من مجلس الوزراء، ومن ضمن توصياتها لانتقاد الإعلام المحلي بالقول تعامل أن “الإعلام المحلي والرسمي في معظمه مع الحادث بشكل انفعالي دون التحقق من المعلومات التي لم تكن متاحة ومحددة بدقة خلال الساعات الأولى للحادث، مما أدخل حالة من البلبلة والإرباك والارتجال”. “تناقلت وسائل الإعلام الخبر بشكل غير صحيح ودون تصريح من مصدر رسمي حكومي، باستثناء المعطيات المتتالية التي كانت تصدر عن جهات طبية بعد أكثر من ساعة من وقوع الحادث”.

هذا الانتقاد وبحسب ردود الزملاء، جاء لتحميل المسؤولية لغير صاحبها، لكنه لا يعني بأن أداء الإعلام المحلي كان بأفضل حال، ولا يعني بأن تلفزيون فلسطين لم يقصر في التغطية، ولا يعني بأننا من نقل الصور الأولى للحادث، كما أنه لا يعني بأننا تناقلنا أرقاماً صحيحة عن القتلى والجرحى، برغم التقصير الفلسطيني الرسمي.

نحن بحاجة لنقابة قوية فعلاً تجمع ولا تفرق، ونحن بحاجة لمهنية عالية، سواء لنقل الحدث الفلسطيني إلى العالم وعدم التقصير بأنفسنا، أو للمهنية في التعامل مع بعضنا البعض، لأن ما يجري معيب بحق الجميع، وهذا يشملني، وكي يتسنى لنا الارتقاء لمستوى “السلطة الرابعة” وكي نستطيع التأثير والتغيير في كل ما نريد، وما نطمح إليه.