- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

ثوار سوريا يعانون نقص السلاح في السوق السوداء اللبنانية

يعاني تجار تهريب السلاح إلى سوريا من نقص الأسلحة لأنهم لا يجدون الكمية الكافية في لبنان، هذا رغم تدفق أموال التبرعات بغية تسليح المقاتلين السوريين. وقد نقلت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” عن مهربي الأسلحة في مدينة طرابلس اللبنانية إن سعر رشاش “إم 16” وصل إلى ألفي دولار أميركي، مع صعوبة في تأمينه نظراً للطلب المتزايد عليه.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها تناول سوق السلاح السوداء في لبنان، أنه في بداية الأحداث الدامية في سوريا كان سعر مدفع “أر بي جي” يصل إلى نحو 300 دولار، لكنه وصل إلى 800 دولار حالياُ، في الوقت الذي يشتكي فيه المهربون من صعوبة في تأمين المزيد.

في هذا السياق، أشارت الـ”لوس أنجلوس تايمز” الأميركية إلى أن المجلس الوطني السوري تلقي أموالاً من دول لم يسمها لتسليح الجيش السوري الحر، الذي ينقل إليه السلاح من كل من تركيا والعراق والأردن. لكن المهربين يقولون إن الحصول على السلاح من لبنان هو أسهل بكثير بالرغم من مخاطر الطرقات الحدودية والتي قتل فيها العديد من المتسللين من ضمنهم الصحافيين وغيرهم.

أما تجارالسلاح فى لبنان الذين يشترون الأسلحة من السوق السوداء ويقومون بتهريبها إلى الثوار السوريين فيقولون إن هناك متبرعين بالأموال لمساعدتهم إلا ان الأسلحة لم تعد متوفرة بالقدر الكافي.

وقال أحد هؤلاء التجار إن الأسلحة في السوق اللبنانية السوداء مرتفعة للغاية، كما أنها بدأت تنضب تماماً.

واعتبرت الصحيفة أن هذا النقص في الأسلحة له تبعات خطيرة على الإنتفاضة فى سوريا حتى بالرغم من تدفق أموال السوريين المغتربين إلى الثوار، وازدياد تقبل المجتمع الدولى لفكرة دعم تسليح الثوار، حيث أعلن المجلس الوطنى السوري أنه سيساعد فى تسليح الجيش السوري الحر بدعم حكومات أجنبية.

لكن هذا الدعم لا يبدو أنه يؤثر على موقف الثوار مع انخفاض مصادر الأسلحة وصعوبة إدخالها لسوريا. كما أن الثوار يواجهون الجيش السوري النظامي المسلح بشكل أكثر تطوراً، مما سيصعب مهمتهم في المحافظة على نشاطهم القتالي إذا لم تصل دفعات جديدة من السلاح قريباً.

وأضاءت الصحيفة على موضوع التسليح، قائلة إنه “وعلى الرغم من حديث بعض الدول كقطر والمملكة العربية السعودية عن تسليح المعارضة إلا أنه لم يكن هناك أية أموال من أي دول أخرى. وتأتي معظم الأموال من المغتربين السوريين الذين كانوا يرسلون الأموال لدعم الانشطة السلمية للثورة، لكنهم بدأوا مؤخراً في إرسال المال من أجل مساعدة الثوار في الحصول على السلاح لإعتقادهم بأن ذلك يمكن أن يسرع من وتيرة سقوط النظام”.

وأضافت الصحيفة أن الصراع السوري ليس العامل الوحيد الذي يؤثر على نضوب الأسلحة فى السوق السوداء، فهنام مخاوف دولية من انعدام الاستقرار في سوريا، التي تعتبر دولة إستراتيجية فى المنطقة، وهذا التوتر قد يؤثر على دول أخرى عبر حدودها، حيث بدأ اللبنانيون الذين يدعمون الرئيس السوري بشار الأسد والآخرين الذين يدعمون الثوار بشراء الاسلحة، الأمر الذي ساهم في نضوبها.

وأشارت الصحيفة إلى أن تجار الأسلحة الصغار فى لبنان لا يستطيعون تحمل نفقات استيراد الأسلحة من خارج لبنان ولذلك يقومون بتوفير الأسلحة من المصادر المتاحة في بلادهم كالأسلحة الخفيفة التى تركها الجيش السوري بعد انسحابه من لبنان عام 2005 ، والتي وفقاً للصحيفة بقيت مع “حزب الله والأحزاب السياسية الداعمة للأسد”. ويتم الآن سرقة هذه الأسلحة من أعضاء في هذه الأحزاب وبيعها للتجار الذين يزودون الثوار السوريين.

وأوضحت الـ”لوس انجلوس تايمز” الأميركية أن دافع قيام أعضاء هذه الأحزاب الداعمة للرئيس السوري بشار الأسد ببيع الاسلحة هو المال الذى يتغلب على الولاء السياسي، لكن في بعض الأحيان أيضا يتم تعبئة هذه الذخيرة بالمواد المتفجرة “تي ان تي” والتى تنفجر داخل الأسلحة لتقتل الثوار أنفسهم.

وأشارت الصحيفة إلى طريقة نقل الاسلحة من لبنان إلى سوريا، حيث يقوم الثوار المهربون بحمل أكثر من 30 رطلاً من الأسلحة والذخيرة مربوطة على ظهورهم ويمشون حوالى 13 ميلاً بين الجبال ربما طوال الليل.

ويراقب المهربون هذه الطرق بإستمرار لضمان عدم زرع الجيش السوري الألغام على هذه الطرق وهو ما رصده تقرير منظمة “هيومان رايتس واتش” الأسبوع الماضي، الذي دعت فيه الحكومة السورية لوقف زرع هذه الألغام واصفة اياها بـ”انعدام الضمير”.

 ومع استمرار شكوى الثوار من شح الأسلحة وشكوى تجار الأسلحة من نضوبها، تبقى الثورة السورية معرضة للخطر. وبدون وجود أسلحة على الارض فإن القتل سيستمر.