ملف اغتيال الرئيس الأميركي الأسبق، جون كينيدي، لم يغلق بعد، إذ لا يزال يثير العديد من النظيريات، آخرها ما كتبه مسؤول سابق في الـ “سي آي ايه” الذي يشير إلى معرفة الزعيم الكوبي فيديل كاسترو بمخطط لي هارفي اوزوالد قبل أسابيع من تنفيذ الاغتيال في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 1963.
المحلل السابق في الاستخبارات الأميركية، الدكتور برايان لاتيل، يطرح في كتابه، الذي يحمل عنوان «أسرار كاسترو: سي آي ايه وماكينة كوبا الاستخباراتية»، ما يقول إنها “معلومات مقنعة ووثائق وشهادات” تشير إلى أن كاسترو كان يعلم بمخطط الاغتيال وموعده.
ويقرّ لاتيل “إنه شخصياًَ وجد ما خرج به صعب التصديق وذا وزن أكبر كثيرا من كل ما قيل حول اغتيال الرئيس الأميركي السابق. فيكشف، مثلا، أن بين أبرز الذين أدلوا له بشهادات لا تقدر بثمن فلورينتينو اسبيلاغا الذي كان من أعمدة القيادة داخل الاستخبارات الكوبية والذي وُصف انشقاقه في 1987 عن نظام بلاده بأنه إحدى أكبر نكسات فيدل كاسترو على مدى سنين حكمه».
ويدعي اسبيلاغا أن قيادة الاستخبارات الكوبية أصدرت اليه توجيها في 22 نوفمبر 1963 (تاريخ اغتيال كنيدي) بالتخلي عن واجياته الروتينية بهافانا والتفرغ لتلقف الأخبار الواردة من ولاية تكساس، حيث اغتيل كنيدي. ويجزم اسبيلاغا “كان فيدل كاسترو على علم بما سيحدث”.
شهادة أخرى يلجأ إليها الكتاب مستندة إلى عميل الاستخبارات جاك تشايلدز، الذي يدّعي أنه نجح في التسلل الى صفوف الحزب الشيوعي الأميركي منذ الخمسينات وكشف عن صدام بين الحزب والزعيم الكوبي في 1964.
ويقول تشايلدز إن السلطات الكوبية في مكسيكو سيتي حرمت لي هارفي اوزوالد، قبل اسابيع قليلة من عملية الاغتيال، من الحصول على تأشيرة دخول بلادها. واستشاط اوزوالد، ذو الميول الشيوعية، غضباً لهذا القرار وقال للمسؤولين الكوبيين: «سأقتل جون كنيدي لأنه السبب في حرماني من زيارة هافانا».
ويشير الكتاب إلى أنه قبل ساعات من اغتيال كنيدي، التقطت مايكروفونات التنصت الأميركية المزروعة في السفارة الكوبية في المكسيك حديثاً بين مسؤولين كوبيين. وفي الحديث يسأل مسؤول استخباراتي كوبي مسؤولة بالسفارة، اسمها لويزا كالديرون، عما إن كانت قد سمعت باغتيال كنيدي. فردت عليه: «بالطبع، علمت به قبل كنيدي نفسه».