قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، إن تصريحات مفوضة العلاقات الخارجية في الإتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، في أعقاب مقتل رجل و3 أطفال بهجوم على مدرسة يهودية في مدينة تولوز الفرنسية الاثنين، تدعو إلى الغضب، فيما تلقى رسالة من الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي تعهّد فيها الأخير بإلقاء القبض على منفذي الهجوم.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو قوله خلال اجتماعه مع رؤساء سلطات محلية في مدينة حيفا، إن “تصريحات آشتون تدعو إلى الغضب ولا يمكن المساواة بين مجزرة وعملية دفاعية دقيقة ينفذها الجيش الإسرائيلي ضد أولئك الذين يستخدمون الأطفال كدرع حي”. وأضاف “لا يمكن المساواة بين الأمرين وآمل أن تعمل حكومة فرنسا الملقى عليها من أجل القبض على القتلة ومحاكمتهم بأسرع وقت ممكن”، وطالب رؤساء السلطات المحلية بالوقوف دقيقة صمت حداداً على قتلى المدرسة اليهودية، وقال إن “هذه مأساة بشعة”.
وكانت أشتون قالت أمس إنه “عندما نفكر بما حدث في تولوز، فإننا نفكر أيضاً بما حدث في النروج في العام الماضي ونفكر بما حدث في سوريا ونحن نعرف ما يحدث في سوريا وما يحدث في غزة، والأولاد الفلسطينيون، رغم كل العوائق، يواصلون الدراسة والعمل والحلم والتطلع إلى مستقبل أفضل”.
وعقدت لجنة هجرة واستيعاب المهاجرين اليهود والشتات في الكنيست، إجتماعاً خاصاً حول الهجوم على المدرسة اليهودية في تولوز بمشاركة السفير الفرنسي في تل أبيب كريستوف بيغو ومندوبين عن “طاقم مكافحة الإرهاب” في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وقال السفير الفرنسي بيغو لإذاعة الجيش الإسرائيلي لدى تطرقه إلى تصريحات أشتون، إنه “لا يمكنني فهم مقارنة كهذه، ولا توجد علاقة بين الأحداث، وما حدث أمس كان عملاً بدم بارد وموجهاً ضد أطفال قبالة أعين ذويهم أمام المدرسة”.
واستنكر وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أقوال أشتون، قائلاً إن “المقارنة التي أجرتها أشتون بين ما يحدث في غزة وتولوز وسوريا تدعو إلى الغضب وبعيدة عن الواقع، فالجيش الإسرائيلي يعمل في غزة بحذر بالغ من أجل الإمتناع عن المس بالأبرياء، وآمل أن تدرك وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي الخطأ الذي ارتكبته بسرعة وتتراجع عن أقوالها”.
وقالت رئيسة حزب كديما والمعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني إن “مقارنة وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي بين قتل الأطفال في تولوز وبين أعمال القتل التي ينفذها الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا والوضع في غزة مرفوضة وتدعو إلى الغضب، وغير صحيحة”.
وأضافت ليفني أنه “لا يوجد شبه بين حدث على خلفية كراهية أو زعيم يقتل أبناء شعبه، وبين دولة تحارب الإرهاب حتى لو سقط خلال ذلك مدنيون”.
واعتبر وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي موشيه يعلون أن “أقوال أشتون تدعو إلى الغضب وتدل على جهل وانعزال عن الواقع، ولا أريد التفكير بأسباب أخرى جعلتها تقول ذلك”.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قوله في وقت سابق الثلاثاء، إن “الأقوال ليست لائقة وآمل أن تدقق أشتون فيها مرة ثانية وتتراجع عنها”.
واعتبر ليبرمان، الذي يقوم حالياً بزيارة إلى الصين، أن “إسرائيل هي أكثر دولة أخلاقية في العالم رغم أنها تضطر إلى محاربة إرهابيين يعملون من قلب سكان مدنيين، والجيش الإسرائيلي يفعل كل ما في وسعه من أجل عدم المس بهؤلاء السكان رغم أنهم يحمون الإرهابيين”. وتابع أن “الأطفال الذين يتعين على أشتون أن تعبر عن رأيها حيالهم هم أطفال جنوب إسرائيل الذين يعيشون في ظل خوف دائم من الهجمات الصاروخية من قطاع غزة”.
وكان مسلح أطلق النار على مدرسة يهودية في تولوز صباح الاثنين، وقتل رجلاً وطفليه وطفلة أخرى هي ابنة مدير المدرسة وفرّ هارباً من المكان.