يستشفي في الأردن هذه الأيام آلاف الجرحى نتيجة الصراع الذي أطاح بالعقيد معمر القذافي. وأكد لنا مصدر غربي في عمان بأن الفنادق والمشافي ممتلئة بعائلات الجرحى الذين لم يعد من الممكن مداواتهم في المؤسسات الصحية الليبية. وفي الواقع فإن في ذلك إفادة للأردنيين حيث أن السياحة في ركود تام.
إلا أن وجودهم يثير بعض التساؤلات: لماذا الأردن؟ ومن يموّل إقاماتهم؟
في البداية كان من المفترض أن تمولها الدولة الليبية. ولكنها أعلنت عدم قدرتها. ولكن بعد أشهر من التواجد على الأرض الأردنية ارتفعت فواتير الإقامة والطبابة إلى ما يزيد عن ٨٠ مليون دولار. وبدأت مفاوضات بين السلطات الأردنية ووزارة الصحة الليبية، وبدت من دون أي نتيجة. وآخر الأخبار تقول إن دولة قطر سوف تدفع الفاتورة، حسب قول المهاجرين الليبيين في عمان.
مع سقوط النظام الليبي سارعت عمان لاحتلال موقع مهم في نشاط الأمن والسياحة الصحية، حيث تحوز المملكة الهاشمية على خبرة لا شك فيها في هذين المجالين. فهي تدرب عناصر الشرطة الليبية. أما السياحة الطبية فهو نشاط تطور على مدى سنين، إذ أن عدد من كبار مسؤولي الخليج يأتون للطبابة في المؤسساس الأردنية.
Georges Malbrunot